تونس (وات)- شهدت أشغال الندوة الوطنية "الوفاق الوطني بين الضرورة والواقع" التي نظمتها جبهة الوفاق الوطني، بعد ظهر يوم السبت ببورصة الشغل بالعاصمة، أطوارا مختلفة ميزها الهدوء في بعض الاحيان وتشنج وطرد لعدد من المشاركين في احيان اخرى وسط رفع شعارات "ارحل" لمن وصفوهم ب"ازلام نظام بن علي" وانسحاب عدد من الضيوف. فبعد انطلاق اشغال الندوة ،التي استدعيت للمشاركة فيها منظمات من المجتمع المدني وأحزاب سياسية، لبحث سبل تحقيق الوفاق الوطني المنشود، اقتحم قاعة الاجتماع مجموعة من المحتجين الذين رفعوا شعارات معادية "للنظام البائد" ولعدد من المدعوين وفي مقدمتهم الحقوقية بشرى بلحاج حميدة وحمودة بن سلامة المحسوب على نظام بن علي والخبير الاقتصادي الشاذلي العياري الذي تم اتهامه بالضلوع في الانتهاكات التي ارتكبها النظام البورقيبي في حق اليوسفيين سابقا. واعتبر منظمو هذا اللقاء الحركة الاحتجاجية"مزايدة مفضوحة ومعلومة الاهداف". ورغم دعوة جبهة الوفاق الوطني لمختلف الاحزاب السياسية للمشاركة في أشغال الندوة لعرض وجهات نظرها بخصوص سبل تحقيق الوفاق الوطني إلا أن غالبية الاحزاب لم تحضر الندوة سوى عدد قليل منهم حركة النهضة وحزب المجد. وأكد المشاركون، في تدخلاتهم، على أهمية ارساء حوار بين مختلف مكونات المجتمع التونسي داعين الى نبذ العنف والتطرف والمغالاة لتحقيق الوفاق الوطني المنشود ولم شمل جميع التونسيين حول المصلحة الوطنية. ولاحظوا ان الصراعات المفتعلة التي "تغذيها أطراف لا تريد الخير لتونس" تهدف الى تقويض مسار الانتقال الديمقراطي في البلاد. وبين الامين العام لحزب المجد عبد الوهاب الهاني، أن الوفاق الوطني يمثل الطريق الامثل للخروج بالبلاد من التجاذبات التي تعيشها داعياالاحزاب والمجتمع المدني إلى العمل على ارساء أرضية حوار جادة وبناءة وشفافة تمكن كل طرف من فهم منطلقات وفكر الأطراف الاخرى. وأوضح الكاتب العام لجبهة الوفاق الوطني هشام العرفاوي أن الوضع السياسي الصعب الذي تعيشه البلاد وتنامي الخلافات والصراعات بين الاحزاب والتي //وصلت إلى زاوية حادة لا حل لها// بحسب رأيه. وأضاف ان تنامي المطالبة بالمحاسبة العادلة وتجسيم اهداف الثورة هي من الاسباب التي دفعت الجبهة لعقد ندوة اليوم. وتساءل العرفاوي حول غياب الاحزاب السياسية عن هذه الندوة "رغم انها تدعو إلى تحقيق الوفاق الوطني" مشددا على أن المحاسبة التي تنشدها الجبهة "تقوم على العدالة وتنبذ التشفي والقصاص". واعتبر ممثل الجبهة بايطاليا عادل بلعيد، من ناحيته، ان صورة الثورة لدى الجالية "ليست ايجابية" وهو ما خلف، على حد قوله، "اثارا سلبية" على نوايا الاستثمار وعلى صورة السوق السياحية التونسية. وحضرت الندوة عدد من الوجوه الاعلامية والحقوقية وبعض المناضلين السياسيين على غرار علي بن سالم وقدور بن يشرط وهو أحد المحكومين عليه بالاعدام في العهد البورقيبي. ويذكر أن جبهة الوفاق الوطني التي تضم في صفوفها حقوقيين وجامعيين وطلبة وعدد من مكونات المجتمع المدني تحصلت على التاشيرة القانونية يوم 31 جانفي 2012 ولها فروع بعدد من الولايات وبالخارج على غرار ايطاليا وفرنسا وهولندا والولاياتالمتحدة.