تونس (وات) - تعرض وزير التكوين المهني والتشغيل السابق (في حكومة قائد السبسي) سعيد العايدي الأربعاء "للتهجم والشتم والنعت بالكفر" من قبل مجموعة من الأشخاص. وأفاد العايدي في اتصال هاتفي أجرته معه "وات" الخميس أن أربعة أشخاص كانوا يستقلون سيارة تحمل لوحة منجمية أجنبية عمدوا يوم الأربعاء إلى مضايقته واستفزازه وهو يقود سيارته بشارع محمد الخامس بالعاصمة، حيث توجهوا له بعبارات "الشتم" والنعت "بالكافر والفرنكوفوني"، حسب قوله. وأضاف العايدي ان هذه "المضايقة الشديدة واللصيقة" لم تقف عند التفوه بعبارات الشتم، بل ان المجموعة كانت تحمل كاميرا وتقوم بتصوير اللوحة المنجمية لسيارته، مضيفا انهم واصلوا مضايقته إلى حين اضطراره للتوقف في مستوى مفترق شارع محمد الخامس ،آلان سافاري (ساحة باستور)، وطلب المساعدة من أعوان الأمن الموجودين بالمكان. وقال إن أفراد هذه المجموعة الذين قدم واحد منهم نفسه على أنه من "جماعة الله أكبر" وبرر ما قام به وباقي الأفراد بأن العايدي يعطل عمل الحكومة، قدمت له الاعتذار بعد التحول إلى مركز شرطة البلفدير، مضيفا انه تنازل (أي العايدي) عن التقدم برفع شكوى ضدهم. ولاحظ ان ما وقع له تعد من قبيل "ممارسات منحرفين تذكره بأساليب بن علي" حسب تعبيره، وتتنزل في سياق الضغط والتهديد على من يطرحون رأيا مختلفا، مذكرا بان من "نادى بالموت للباجي قائد السبسي" هو موظف في الدولة وبأن من اعتدى على الأستاذ الهادي الرديسي وعلى الصحفي زياد كريشان مازال طليقا. وقال العايدي إنه يحمل الحكومة الحالية مسؤولية "التهاون" في التعاطي مع ما يحدث من تجاوزات واعتداءات متكررة، داعيا المسؤولين إلى اتخاذ مواقف واضحة وإلى تطبيق القانون على الجميع. وفي سياق متصل أصدر الحزب الديمقراطي التقدمي بلاغا أدان فيه بشدة هذا "الاعتداء" الذي قال انه استهدف "أحد القيادات المشاركة في إعداد المؤتمر التوحيدي للقوى الديمقراطية". واعتبره "حلقة جديدة في مسلسل التجاوزات الخطيرة التي تقوم بها المجموعات المتشددة"، مطالبا بتتبع المعتدين وتقديمهم للقضاء ومؤكدا على ضرورة أن تنهض السلط العمومية بدورها في حماية الحريات العامة والفردية.