تونس (وات) - محاولة للخروج عن النمط السينمائي التونسي المألوف وتجربة جديدة في مواكبة ايقاع افلام الايقاع السريع"الاكشن" والعصابات، ذلك هو التصور السينمائي الذي اعتمده المخرج الشاب مجدي السميري في أول فيلم روائي له متوسط الطول "فوس نوت" الذي انطلق عرضه للعموم هذه الايام بقاعات السينما التونسية في العاصمة. الفيلم جمع وجوها فنية شابة واخرى محترفة مشهود لها بالموهبة الفنية المتميزة على غرار لطفي الدزيري الذي تقمص دور "لمين عمار" زعيم عصابة شعاره "القوي يأخذ ولا يعطي" فهو الذي يجمع ثروته من خلال ابتزاز رجال الأعمال المتورطين في ملفات فساد وتجاوزات سرية. وتنفيذا لقانون لعبة العصابة يجد "مهدي" المهندس الشاب الذي ادى دوره الممثل فارس بلحسن، نفسه مجبرا على مجاراة العصابة في عملية تحيل تحت ضغط ومطاردات زعيم العصابة حيث استغل الشبه بينه وبين ورجل أعمال مغربي ثري يدعى "أحمد" للاستيلاء على أمواله من الخزنة الخاصة به في البنك والتي لا يمكن لأحد فتحها الا المعني بالأمر. ورغم تسارع احداث الفيلم الا ان المخرج تمكن من التحكم في مسارها معتمدا اسلوب التشويق من خلال تقنية "الفلاش باك" و حسن توظيف اللقطات القريبة في التصوير لا سيما عند نقل تفاعلات الشخصيات فيما بينها وتطابق ملامحهم الظاهرة مع الادوار الفيلم خرج ايضا عن الاطار المكاني الضيق حيث انتقلت كاميرا تصوير السميري بين عدد من الولاياتالتونسية وكذلك بين فرنسا والمغرب. وفي ما يتعلق بالنص فقد كان الحوار مباشرا ويسير الفهم اذ ابتعد المخرج عن المشاهد الطويلة والرتيبة ليبقى على وتيرة الايقاع السريع الذي يتناغم مع الاختيار الموسيقي للمخرج. فيلم "فوس نوت" حمل رؤية جديدة للسينما التونسية حيث تصور مجدي السميري احداثا بعيدة في بعض تفاصيلها عن الواقع الاجتماعي التونسي المعيش الا انه تمكن الى حد ما من أقلمة اللهجة والقدرات الفنية التونسية مع الايقاع السينمائي السريع على الطريقة الغربية.