احتضنت قاعة «المونديال» بالعاصمة صباح امس العرض الأول الخاص بالصحفيين للفيلم التونسي الطويل «Fausse note» للمخرج الشاب مجدي السميري. الفيلم من بطولة الممثل فارس بلحسن الذي عرفه المشاهد من خلال مسلسل «كاستينغ» الى جانب الممثل الكبير لطفي الدزيري وظافر العابدين ولطفي العبدلي وسامية رحيم والممثلة الشابة نجلاء بن عبد الله في أول مشاركة سينمائية تونسية لها. حضور إعلامي محترم واكب العرض الأول لفيلم «Fausse note» قابله غياب لأغلب الممثلين المشاركين فيه لارتباطات مهنية باستثناء فارس بلحسن ونجلاء بن عبد الله ومخرج العمل حيث صعد ثلاثتهم على خشبة الركح وقام السميري بتقديم فيلمه الأول وتمنى أن يلاقي استحسان احباء الفن السابع. رؤية فنية جديدة «كول ووّكل» هذا هو شعار «لمين عمار» زعيم العصابة الذي يتقمص دوره الممثل لطفي الدزيري، شخص يطمح الى تحقيق ثروة من خلال ابتزاز رجال الأعمال «المشبوهين» وفي «قانون اللعبة» التي يديرها يلتجئ الى التصفية الجسدية للوصول الى مبتغاه. الصدفة وحدها تضع «مهدي» الذي يتقمص شخصية فارس بلحسن وهو مهندس شاب امام «سي لمين» فيضطر الأول الى مجاراة العصابة في «مشاريعها» والقبول بالاستيلاء على أحد البنوك المغربية لرجل الأعمال «أحمد» ويلعب التشابه الكبير بين «مهدي» و «أحمد» الدور الأساسي في تحريك الأحداث، في الأثناء وفي خضم ما يحدث من «انقلاب» في حياة المهندس الشاب تدخل فتاة حياته وتتودد اليه لتتعرف على أسراره وطريقة تفكيره لنكتشف في الأخير ان هذه «الحبيبة» التي تلعب دورها نجلاء بن عبد الله ليست سوى ابنة «لمين عمار» الذي لم يستثنها من «لعبته»وأقحمها في الأحداث ليصل الى مطامعه فتتشابك الأحداث وتتسارع ويسدل الستار على الفيلم بموت «مهدي» الذي لم يفهم قانون اللعبة بالرغم من توهمه أنه فهمها. الفيلم أخرجنا من «عقدة» الحوار التي طالما عانت منها «سيناريوهات» السينما التونسية التي اعتمدت على «الرموز» لتبليغ رسالتها الفنية، لغة «الحوار» كانت سلسة وكافية ليفهم المتلقي البسيط مضمون الفيلم إذ ابتعد المخرج عن كل ما هو رمزي فكان واقعيا على مستوى التصور العام للأحداث وحملت «رؤيته الفنية» نظرة جديدة عن السينما المحلية. الشريط لم يخرجنا فقط من «شح» الحوار الذي لازم أعمالنا السينمائية بل أخرجنا أيضا من محدودية «الديكور»، اذ انتقلت «كاميرا» السميري بين تونس والمغرب واسبانيا فكان لكل مشهد طابعه الخاص. عامل «التشويق» أيضا كان حاضرا من خلال الاعتماد على تقنية «الفلاش باك» الى جانب مشاهد المطاردة التي تذكرنا بالأفلام البوليسية الأمريكية. في المقابل لم ينجح السعيدي في تجنب السقوط في بعض «الأخطاء» أو «الثغرات» خاصة المتعلقة منها بمصداقية الأحداث فكان الشريط في بعض تفاصيله بعيدا عن حقيقة ما يحدث في بلادنا. من ناحية أخرى قد يكون سوء اختيار الموسيقى المرافقة لبعض المشاهد «نقطة ضعف» الجانب التقني. صعوبات مادية مخرج الفيلم مجدي السميري تحدث ل «التونسية» عن الصعوبات التي رافقت انتاج الفيلم فقال: «الشريط هو أولى تجاربي السينمائية لذلك اعترضتني العديد من الصعوبات على المستوى المادي والتقني، اخراج فيلم طويل يعد مغامرة بالنسبة إلي، وفي النهاية هي تجربة تحمل بعض «الأخطاء» لكني سأعمل على تفاديها في أعمالي المستقبلية». الممثلة نجلاء بن عبد الله أكدت لنا أيضا أن الفيلم يحمل تصورا جديدا وقالت في هذا الصدد: «كل شخص يتطور في عمله والممثل يقدم الأفضل من عمل الى آخر، «Fausse note» سيكون نقطة تحول في السينما التونسية حتى وإن لم يعجب البعض». من ناحيته عبّر الممثل فارس بلحسن عن استيائه من وزارة الثقافة وقال في هذا الصدد «لا أفهم لماذا لم تحرك الوزارة ساكنا لدعم المخرجين الشبان أمثال مجدي السميري. الوزارة لم تفهم بعد ان الأفلام التي يتم دعمها ستدافع عن صورة بلادنا في الخارج وهو أمر مؤسف في الحقيقة».