تونس (وات)- شهد مسار العلاقات العربية الصينية خلال العشريتين الأخيرتين تطورا ملموسا في كافة المجالات توج بالتوقيع بالقاهرة في جانفي 1999 على مذكرة تفاهم بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ووزارة خارجية جمهورية الصين الشعبية نصت على بعث "منتدى وزاري" دوري يعقد بالتناوب وبانتظام بين الصين وإحدى الدول العربية. وقد أدركت اجتماعات هذا المنتدى دورتها الخامسة التي تحتضنها هذا العام، تونس وتحديدا مدينة الحمامات من 29 إلى 31 ماي الجاري، بمشاركة وزراء خارجية البلدان العربية ووزير خارجية جمهورية الصين الشعبية والأمين العام لجامعة الدول العربية. وأفادت ورقة إعلامية حول هذا الحدث، أعدتها وزارة الشؤون الخارجية، أن لقاء الحمامات العربي الصيني سيمهد له اجتماع على مستوى كبار المسؤولين يومي 29 و 30 ماي لتقييم نتائج الدورة السابقة (الرابعة) وتدارس السبل الكفيلة بدعم الشراكة الاقتصادية بين الجانبين العربي والصيني ومواصلة التشاور حول المسائل الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. ومن المنتظر أن يتوج اجتماع الحمامات ببيان ختامي وكذلك برنامج تنفيذي للتعاون بين الجانبين إضافة إلى التوقيع على مذكرتي تفاهم بخصوص التعاون بين جامعة الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية. ويتمثل الهدف الأساسي من إنشاء منتدى التعاون العربي الصيني الذي عقد اجتماعه الوزاري الأول في القاهرة في سبتمبر 2004 في "بعث إطار للحوار الحضاري والتعاون الجماعي بين الطرفين بغرض إثراء علاقات التعاون العربية الصينية وتوطيدها وتوسيعها لتشمل مختلف المجالات من أجل الارتقاء بها إلى مستوى الشراكة لإستراتيجية قوامها تكافؤ الفرص والمصالح المشتركة". وإلى حد هذه الدورة التي تنعقد تحت شعار "تعميق التعاون الاستراتيجي ودعم التنمية المشتركة"، توفق الجانبان العربي والصيني، حسب ما أفادت به الخارجية التونسية في بلاغها الإعلامي، إلى تنظيم عديد الأنشطة والتظاهرات السياسية والاقتصادية والثقافية المشتركة. ومن أهم هذه الأنشطة والتظاهرات "منتديات رجال الأعمال العرب والصينيين" التي انعقدت في الصين وفي عدد من الدول العربية وكان آخرها بأبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكذلك "ندوات الحوار بين الحضارتين العربية والصينية" على غرار الندوة التي احتضنتها تونس سنة 2009 و"مهرجانات الفنون العربية التي تم تنظيمها في الصين". إلى ذلك، سجلت السنوات الأخيرة أيضا عقد مؤتمرات للصداقة العربية الصينية ومؤتمرات للتعاون العربي الصيني في مجال الطاقة، إلى جانب ندوات وتظاهرات حول الاستثمار والإعلام والبيئة. وأكدت وزارة الخارجية في بلاغها الإعلامي حرص تونس على تأمين أوفر شروط الإعداد الجيد لهذه الدورة الخامسة لمنتدى التعاون العربي الصيني "من أجل إنجاح أشغاله والتأسيس لمرحلة جديدة على درب تعزيز عرى الصداقة والشراكة الإستراتيجية بين البلدان العربية والصين".