باجة (وات) - المشاكل التي تشهدها المساجد بعد الثورة ودور الإطار الديني في النهوض برسالة بيوت الله ومكانة المسجد في التاريخ الإسلامي، تلك هي أبرز محاور الندوة العلمية الإقليمية التي انتظمت الأربعاء بالمركب الثقافي بباجة تحت شعار "المساجد في تونس بعد الثورة .. الواقع والآفاق". ودعا وزير الشؤون الدينية نور الدين الخادمي، لدى إشرافه على هذه الندوة التي التأمت ببادرة من الوزارة، لفائدة الإطارات الدينية بولايات باجة وجندوبة والكاف وسليانة، الإطارات الدينية إلى القيام بواجبهم في كل الفضاءات حتى يكون الشأن الديني وإصلاحه "شأنا وطنيا ولا يبقي حكرا على المساجد"، على حد تعبيره. كما أكد على ضرورة أن يكون الخطاب الديني "شرعيا ومعتدلا ومتوازنا" وأن يحافظ على الوحدة الوطنية والتضامن، خاصة أن البلاد مقبلة على شهر رمضان وعلى موسم الحج، فضلا عن عودة الجالية التونسية بالخارج خلال الصائفة. وردا على سؤال حول التجاذبات وأحداث العنف التي تشهدها، من حين لآخر، بعض المساجد ومنها الجامع الكبير بباجة، أفاد الخادمي أن الوزارة أعدت خطة متكاملة لإحكام سير المساجد، مناديا باحترام الإطارات الدينية المكلفة بإمامة بيوت الله. كما دعا كل من يأنس في نفسه الكفاءة على التدريس والخطبة بالمساجد، إلى تقديم ملف ترشحه إلى وزارة الشؤون الدينية حتى يتم تقييمه وتمكينه من الخضوع إلى الإجراءات القانونية والإدارية المنظمة للمؤسسات الدينية. وطالب من جهة أخرى الواعظات إلى "تكثيف تدريس النساء بالأرياف والسجون والمساجد"، حسب قوله. وأعلن الوزير بالمناسبة عن قبول 73 واعظا جديدا لسد الشغورات بمختلف المعتمديات. كما لاحظ أنه سيتم بذل مجهودات خاصة لبعث إدارات جهوية للشؤون الدينية، قائلا إن المؤسسات الدينية "عرفت تدهورا كبيرا على كل المستويات في العهد السابق"، مما يجعل إصلاح الشأن الديني "تعبير عن الثورة التي أنهت حالة اللامبالاة بالدين"، من وجهة نظره. وعلى صعيد آخر استعرض الخادمي الملفات المطروحة على الوزارة ومن أهمها العمرة والحج وتسوية وضعيات بعض الإطارات الدينية وأوضاع عدد كبير من المساجد ورسكلة الإطارات الدينية. ومن ناحيتهم طالب المشاركون في هذه الندوة الإقليمية، بالتدخل لحل ما أسموه "مشكلة الجامع الكبير بباجة" الذي يشهد منذ فترة تجاذبات وأحداث عنف نتيجة عدم اتفاق بين رواده من المصلين بشأن الإمام الخطيب الجديد لهذا الجامع. كما نادوا بحماية الإطار الديني من "تطاول المصلين"، على حد قولهم، وبإعطاء صلاحيات أوسع للوعاظ وسد الشغورات وتمكين الأئمة الخطباء من التدريس. ودعوا أيضا إلى ضرورة "توفر الكفاءة لدى المرشدين المرافقين للحجيج وإلى توفير مقرات للجمعيات القرآنية".