تونس (وات)- يزور تونس حاليا وفد من الأطباء ومسؤولي المؤسسات الصحية بالكوت ديفوار قصد التعرف على التجربة التونسية في المجال الصحي. وقد شارك أعضاء الوفد في لقاء شراكة تونسية ايفوارية في قطاع الصحة نظمه مركز النهوض بالصادرات. وكان اللقاء فرصة للتعرف على ما توفره السوق الايفوارية من فرص استثمار في القطاع الصحي وخاصة في مجال الصناعات الصيدلية اذ يتسورد هذا البلد الافريقي 90 بالمائة من استهلاكه من الدواء في حين توفر تونس 40 بالمائة من استهلاكها بالاعتماد على صناعتها المحلية وتتطلع الى بلوغ 60 بالمائة في السنوات القادمة. وبين رئيس غرفة التجارة والصناعة اللبنانية بالكوت ديفوار جوزيف الخوري انه بامكان الباعثين التونسيين الاستثمار في عديد القطاعات خاصة بناء المساكن الاجتماعية وتزويد المناطق الريفية بالماء الصالح للشرب والصناعات الصيدلية وخاصة الأدوية الجنيسة والتجهيزات الطبية. وأضاف ان التعاون بين تونس والكوت ديفوار سيساهم في التأسيس لتعاون جنوب/جنوب ملاحظا ان تواجد المستثمرين من بلدان شمال افريقيا يعد ضعيفا في بلد في يعيش مرحلة اعادة بناء ويمكن ان يكون بوابة للسوق الافريقية. يشار إلى ان الجالية اللبنانية تسجل حضورا متميزا في الكوت ديفوار اذ يقدر عددها بحوالي 75 الف شخص يسيطرون على 43 بالمائة من اقتصاد البلد و60 بالمائة من القطاع العقاري و80 بالمائة من قطاع التوزيع. وأوضح ممثلو الوفد الايفواري ان تطور القطاع الخاص في المجال الاستشفائي في الكوت ديفوار يعد ضعيفا اذ لا يتجاوز 1200 سرير (لعدد يقدر ب23 مليون ساكن) مقابل 3000 سرير في تونس (11 مليون ساكن). وبينوا ان الكوت ديفوار تخير شمال افريقيا كوجهة مفضلة لمواطنيها في حالات العلاج بالخارج. ومن جهته أكد رئيس الغرفة النقابية للمصحات الخاصة بتونس خالد النابلي العزم على تطوير التعاون جنوب/جنوب وخاصة في المجال الصحي، مذكرا بتحول ممثلي 16 مصحة خاصة تونسية مؤخرا الى الكوت ديفوار للتعرف على فرص الشراكة وامكانية تبادل الخبرات بين البلدين. وحسب تدخلات المشاركين في اللقاء، يتطلع المسؤولون التونسيون والايفواريون الى ارساء شراكة بين قطاعات الصحة (العمومية والخاصة) في البلدين وتأمين التنظيم المحكم لعمليات اجلاء المرضى الايفواريين نحو تونس. وأشار عدد من المتدخلين الى امكانية احداث مؤسسة تتولى الاشراف على هذه العملية وتعمل على مساعدة المرضى خلال اقامتهم في تونس وتأمين التنسيق بين الاطباء المباشرين في البلدين.