قابس (وات) - تفاقمت ظاهرة البناء الفوضوي الغير قانوني بواحة قابس الكبرى، الممتدة من البحر جنوبا إلى شننى شمالا، مما جعل هذه المدينة تفقد إحدى أجمل مداخلها، وهو المدخل الشمالي. فقد حل البناء الغير متناسق، لا في أشكاله ولا في ألوانه، محل أشجار النخيل الفارعة التي كانت تحيط بالطريق التي تسلك المدخل الممتد من بوشمة إلى ساحة المغرب العربي، ولم يبق من هذا النخيل إلا الشيء القليل. وتأتى هذه التجاوزات في وقت كان يأمل فيه الجميع في إدراج واحة قابس، الواحة البحرية الوحيدة بشواطئ المتوسط، ضمن التراث العالمي، وفى وقت تدخلت فيه الوكالة العقارية الفلاحية لتخضع كل عمليات البيع في الواحة لمصادقة والى الجهة. يشار إلى أن واحة قابس كانت تمتد على مساحة تفوق الألف هكتار ثم تراجعت المساحة في السنوات الأخيرة لتنخفض إلى أقل من 700 هكتار بعد أن انتشر فيها البناء. وفيما يؤكد المهتمون بالشأن البيئى أن واحة قابس تشكل "رئة المدينة" في ظل التلوث التي تعانى منه المنطقة، فان المقبلين على البناء بهذه الواحة يبررون ذلك ب"افتقاد الواحة لقيمها الاقتصادية وبعدم توفر الأراضي الصالحة للبناء بمدينة قابس" على حد قولهم.