لمبيدوزا (صقلية) (من مبعوثة(وات) بهيجة بلمبروك)- افاد محافظ الامن بمقاطعة اقريجانتو التي ترجع لها بالنظر امنيا جزيرة لامبيدوزا، يوم الجمعة، انه تم التحفظ على اثنين من الناجين في حادثة غرق المركب التي كانت تقل عددا من المهاجرين غير الشرعيين، الى حين فتح تحقيق قضائي رسمي على خلفية تصريحات عدد من الناجين تشير الى انهما قائد المركب ومساعده. وقد افاد ستة من بين الناجين المقيمين بمركز الايواء بلمبدوزا، بعد استجوابهم من قبل السلطات الامنية الايطالية ان شخصين من ضمن الناجين والموجودين بالمركز هما قائد المركب ومساعده في //رحلة الموت//. وقال احد المسؤولين في جزيرة لمبدوزا خلال جلسة عمل مع وزير الشؤون الخارجية رفيق عبد السلام، انعقدت بمقر القاعدة البحرية في الجزيرة، ان هؤلاء الناجين //كانوا الاكثر جرأة//، بعد هذه الاعترافات، من بقية الناجين الذين تبنوا رواية واحدة تنفي علمهم بالطرف المنظم، وتقول ان المركب قد غرق وانهم تمكنوا من النجاة بعد السباحة لمدة طويلة تجاوزت 12 ساعة. واوضح المسؤول عن الحركة البحرية بلمبدوزا ان 40 من بين الناجين وجدوا مجتمعين على مساحة لاتتجاوز 10 امتار مربع في المنطقة الوحيدة المنبسطة بجزبرة لامبيوني الصخرية تماما، والبقية تم انقاذهم في عرض البحر. وأشار الى ان اولى نداءات الاستغاثة جاءت من رجل وامراة يتقنان اللغة الايطالية تضاربت ايفاداتهما حول عدد الركاب بين 80 و130 راكبا، مؤكدا انه قد تم انتشال جثة هذه المراة وهي لفتاة من مواليد 5 جانفي 1981 وتدعى ايناس بنت احمد خريص. وفي ظل الشكوك التي تحوم حول ملابسات هذا الحادث الاليم بفعل الغياب الكامل لادلة تشير الى مكان غرق المركب، وكذلك التضارب في روايات الناجين، اضافة الى المعطيات التي توصل لها الجانب الايطالي، دعا وزير الخارجية التونسي الى //احداث لجنة تحقيق مشتركة تضم خبراء ومختصين من الجانبين للوقوف على الحقيقة بطرق علمية ولقطع الشك باليقين// كما قال. وتقدم وزير الخارجية باعتذاره الى السلطات المحلية عن موجات الهجرة السرية المتوالية، مشددا على ان هذه المشاكل لا يجب ان تؤثر على العلاقات العريقة التي تجمع البلدين. واكد المسؤولون الايطاليون، من جانبهم،التزامهم بمواصلة جهود البحث عن المفقودين وسعيهم الجاد من اجل انتشال الجثث، مشيرين الى ان القوات البحرية عززت اسطولها منذ وقوع هذا الحادث. كما اكدوا حرصهم على كشف الحقيقة كاملة حول ملابسات هذا الحادث، معبرين عن اسفهم لضعف نتائج البحث التي تم التوصل اليها الى حد الساعة . وتحول وزير الخارجية اثر ذلك الى مركز اقامة المهاجرين غير الشرعيين بلمبيدوزا، وتحادث معهم حول رحلتهم والظروف التي حفت بها. وقد تنافس المهاجرون على افتكاك الكلمة لسرد رواياتهم للاحداث، وطالبوا بتسوية وضعياتهم في اسرع الاجال وبتحسين الخدمات الصحية المقدمة بمركز الايواء، رافضين جميعهم الرجوع الى ارض الوطن. يشار الى انه يوجد بمركز الايواء بلمبيدوزا 82 مهاجرا غير شرعي يحملون الجنسية التونسية، من بينهم 54 من الناجين من حادثة غرق المركب، والبقية وفدوا على الجزيرة ضمن رحلتين يومي 8 و9 سبتمبر الجاري.