تونس (وات) - اعتبر عضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية، عدنان منصر، أن يوم 23 أكتوبر المقبل سيكون "موعدا للاحتفال بذكرى أول انتخابات حرة ونزيهة وشفافة عاشتها البلاد"، منتقدا الذين يقولون بانتهاء الشرعية في ذلك التاريخ بأن اعتبرهم من أنصار "الفراغ" ومن "دعاة الفوضى"، حسب تعبيره. وأضاف في محاضرة قدمها مساء الخميس بمقر حزب "المؤتمر" بالعاصمة بعنوان "23 أكتوبر؟" ان "شرعية المجلس التأسيسي لن تلغيها إلا انتخابات ليست أقل شفافية ونزاهة" من انتخابات 2011، مؤكدا أن هنالك اليوم "مغالطة كبيرة جدا يقودها أعداء المسار الديمقراطي". وفي إشارة إلى الندوة الصحفية التي عقدها الخميس رئيس حركة "نداء تونس"، الباجي قائد السبسي، قال عدنان منصر إنه رأى خلال هذه الندوة "وجوها مألوفة جدا.." وبعضها كان، حسب قوله "يبرر لوجود بن علي" ويدافع عن نظامه. وانتقد تصريحات قائد السبسي التي ذكر فيها أن "الشعب سيسترد سلطته يوم 23 اكتوبر 2012"، قائلا "أريد أن أسأل عن أي شعب يتحدث السيد قائد السبسي؟ هل هو الشعب الذي رفض إعطاء ثقته لبعض الأطراف في 23 اكتوبر الماضي؟ أم أنه الشعب الذي قمعه السيد قائد السبسي طيلة سنوات عديدة عندما كان وزيرا للداخلية؟"، وفق عبارته. وحول أداء الحكومة المنبثقة عن انتخابات 23 أكتوبر 2011، اعتبر عدنان منصر أن "الخطأ الذي ارتكبته كل مكونات الحكومة يكمن في سوء فهمها للتفويض الشعبي الذي منح لها والذي لم يكن فقط من أجل الحكم، بل من أجل استكمال أهداف الثورة التي من أهمها مكافحة الفساد"، واصفا الخطوات التي وقع اتخاذها في المجال بأنها "محتشمة وضعيفة". وأشار منصر إلى ما أسماه ب"المعارضة القوية التي لقيتها الحكومة عندما حاولت التسريع في نسق مكافحة الفساد في عديد القطاعات مثل قطاعي الإعلام والقضاء". وتابع عضو المكتب السياسي لحزب "المؤتمر"، في هذا الصدد يقول "لا يمكن أن ننتصر في انتخابات ونشكل حكومة ونبدأ في مكافحة الفساد بعد 6 أشهر.. فهذه المدة تعد مدة كافية حتى يعيد الفاسدون تجميع صفوفهم وإعادة بناء شبكاتهم والاستفادة من الوضع الديمقراطي"، بحسب قوله. وشدد عدنان منصر على أهمية النقد الذاتي إزاء "الأخطاء التي وقعت فيها الحكومة"، وأول هذه الأخطاء برأيه "يتمثل في أن الائتلاف الحكومي تشكل على اعتبارات بعضها غير واضح"، وفق تعبيره. وأكد ان النقد الذاتي يعد "مهمة الفترة القادمة" قائلا انه "من واجب الحزب الذي يرى أن شريكيه في الحكم يخدمان أجندة حزبية ضيقة، أن يغادر الائتلاف الحاكم".