تونس 8 مارس 2010 (وات) - أكد السيد اسامة رمضاني وزير الاتصال ان المستجدات والتطورات التي يشهدها العالم اليوم طرحت على صناعة الصحافة المكتوبة رهانات من اهمها تنامي منافسة المحامل الالكترونية والمضامين الرقمية وتأهيل المؤسسات الصحفية وآليات الإنتاج ومسالك التوزيع. واوضح الوزير لدى افتتاحه صباح الاثنين اشغال اليوم الدراسي حول التحديات المستقبلية للصحافة المكتوبة الذي انتظم ببادرة من الشركة الجديدة للطباعة والصحافة والنشر أن من بين التحديات التي ينبغي على الصحافة المكتوبة أخذها بعين الاعتبار تبعا للتطورات المسجلة في العالم، التحديات المتعلقة بانحسار عدد قراء الصحافة المكتوبة في العالم وبروز سلوكيات جديدة لدى أجيال الشباب من أبرزها الاستخدام الواسع لشبكة الأنترنات وتفضيل الصورة على النص المكتوب والميل الى الصياغة الاتصالية التفاعلية وكذلك الاهتمام بالمشاغل العملية أكثر من المضامين النظرية والإيديولوجية. وأضاف أن رفع هذه التحديات وغيرها ضروري كي تواصل الصحافة المكتوبة الاضطلاع بدورها الأساسي في المشهد الاعلامي على أفضل وجه. وبعد أن أعرب عن الأمل في توفق الصحافة المكتوبة في مجابهة هذه التحديات مثلما استطاعت مواجهة الثورات والتحولات الاعلامية والاتصالية السابقة أكد الوزير العناية الفائقة التي أولاها البرنامج الرئاسي "معا لرفع التحديات" لقطاع الاعلام والاتصال عامة وللصحافة المكتوبة على وجه الخصوص مشيرا إلى ما تضمنه من إجراءات تتعلق بالخصوص بمزيد دعم صحافة الأحزاب وصحافة الرأي وتطوير الأطر القانونية والتنظيمية للقطاع وإحداث صندوق التنمية الصحفية ومواصلة النهوض بالمهن الصحفية وبالعمل الإعلامي وتكريس أخلاقيات المهنة. وأكد السيد أسامة رمضاني على ما شهده قطاع الإعلام في تونس من تطور تجسم من خلال ارتفاع عدد الصحفيين المحترفين من 639 صحفيا سنة 1990 إلى 1021 صحفيا سنة 2006 ليبلغ العدد حاليا 1109 من بينهم 515 صحفيا محترفا في الصحافة المكتوبة فضلا عن تطور عدد العناوين الوطنية من 252 عنوانا سنة 2004 إلى 303 عنوانا سنة 2009 وهي تضم اليوم 10 صحف يومية و 40 أسبوعية وبلوغ عدد الصحف والمجلات الأجنبية الموزعة في تونس ما يقارب 1200 عنوانا بسبع لغات مختلفة. وأبرز حرص الرئيس زين العابدين بن علي منذ التغيير على إرساء مقومات إعلام حر ومسؤول يواكب مسيرة التحديث والتطوير التي تنتهجها تونس بثبات ونجاح ويستجيب إلى تطلعات المجتمع التونسي نحو الأفضل ويمتلك من المقومات ما يجعله قادرا على رفع التحديات التي تفرضها المستجدات على الصعدين الوطني والخارجي. ولاحظ أن الصحافة المكتوبة مدعوة اليوم بالخصوص، لضمان استمرار رسالتها، إلى رفع مستوى الممارسة المهنية من أجل الاستجابة لتطلعات القراء وتوظيف التكنولوجيات الحديثة للطباعة والبحث عن صيغ للتفاعل والاندماج مع وسائل الاتصال الحديثة وتطويعها بهدف إبراز مضامين الصحافة المكتوبة في ظل احترام الضوابط المهنية الأساسية. وأشار في نفس المضمار إلى الآفاق الواعدة التي يفتحها تطوير الصحافة المتخصصة وصحافة القرب بما فيها الصحافة المحلية والجهوية. وبين السيد أسامة رمضاني أن تضمن هذا اليوم الدراسي تسليم جوائز لأفضل رياضيات لسنة 2009 من قبل جريدة "الصحافة" يعد خير مساهمة من قطاع الإعلام والاتصال في الاحتفال باليوم العالمي للمرأة من أجل إبراز المكاسب التي تحققت للمرأة التونسية منذ التحول والدور الريادي الذي تلعبه رئاسة تونس لمنظمة المرأة العربية في شخص السيدة الفاضلة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية. وحضر اليوم الدراسي عدد هام من مديري الصحف وممثلي المؤسسات الإعلامية وثلة من الإتصاليين التونسيين والأجانب ما يعكس وعي الإعلاميين والإتصاليين بدور المرأة التونسية في المشاركة في المسيرة التنموية وبناء حاضر تونس ومستقبلها. وأشار في السياق ذاته إلى أن تنظيم هذا اليوم الدراسي يعكس ما تشهده تونس اليوم من منابر حوار ثرية وتفاعل إيجابي مع مضامين البرنامج المستقبلي لرئيس الدولة الذي فتح آفاقا رحبة أمام كل التونسيين لمزيد ترسيخ مقومات التقدم والنماء والتنمية في مختلف المجالات والقطاعات بما في ذلك قطاع الإعلام والإتصال. وكان السيد منصور مهني الرئيس المدير العام للشركة الجديدة للطباعة والصحافة والنشر عبر خلال الجلسة الافتتاحية لليوم الدراسي عن امتنان الأسرة الإعلامية والاتصالية الموسعة لرئيس الدولة لما خصها به من إجراءات وقرارات أسهمت في تحسين أوضاعها المادية والمعنوية والارتقاء بآدائها. وتم خلال هذا اللقاء تكريم عدد من الرياضيات على إثر استفتاء أجرته يومية "الصحافة" وشمل الإعلاميات الرياضيات بهدف اختيار أفضل 5 رياضيات بعنوان سنة 2009 وقد أعلن السيد عبد الجليل بوقرة مدير جريدة ""الصحافة"" عن نتائج الاستفتاء وأسماء الرياضيات الخمس المتألقات وهن على التوالي : "حبيبة الغريبي.. أفضل رياضية لسنة 2009 " ألعاب القوى " هدى ميلاد : رياضة الجيدو "منى شباح : كرة اليد "سميرة البري : منتخب المعوقين "هاجر البرهومي : رياضة الجيدو وتواصلت أشغال هذا اليوم الدراسي من خلال تقديم مداخلات ممثلي وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية حول موضوع الصحافة المكتوبة والتي تركزت على ضرورة مواكبة القطاع للتحولات العميقة التي تشهدها المجتمعات في ظل الثورة التكنولوجية المتسارعة ودعم صحافة القرب والاهتمام بمشاغل المواطن. كما تم التأكيد على دور التكوين الأكاديمي والتخصص في النهوض بالإعلام المكتوب.