القيروان 16مارس 2010 (وات) - نظمت وزارة الشؤون الدينية بالتعاون مع وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية بالمملكة المغربية يوم الثلاثاء بالقيروان الندوة العلمية المشتركة التونسية المغربية الثانية حول موضوع "المذهب المالكي وأثره في توحيد ممارسة الشعائر الدينية". وتناقش الندوة التي شهدت مشاركة نخبة من الفقهاء والباحثين في الشأن الديني من تونس والمغرب جملة من المواضيع التي تبرز خصائص الفقه المالكي الذي انتشر بالمغرب الاسلامي بفضل مدينتي القيروانوفاس. واكد السيد بوبكر الاخزوري وزير الشؤون الدينية لدى افتتاحه الندوة البعد الواقعي للفقه المالكي المبني على السنة النبوية المطهرة مبينا ان الصلة الوطيدة التي قامت بين مدينتي فاسوالقيروان تعتبر من اقوى الدلائل على ان الفقه المالكي في المغرب الاسلامي جامع للوحدة ومحصن للشخصية الثقافية من مخاطر الذوبان والانبتات . وذكر ان هذا المذهب تمكن بفضل مدينة القيروان التي تحولت في القرن الثاني للهجرة الى مركز ديني وسياسي بالغ الاهمية من ان ينتشر بكامل افريقية والمغرب حتى ظل سائدا الى اليوم كتجسيم قوي للاتزان والاعتدال ونبذ التطرف والتناحر المذهبي مشيرا أيضا إلى اسهامات مدينة فاس المغربية الفاعلة في تطوير المذهب المالكي بشمال افريقية حيث اشتهرت كتب فقهائها باضافة لبنات مكملة للقضايا الفقهية القديمة مما يعد شاهدا على التواصل والتناغم الذي كان قائما بين منهج الفقهاء في البلدين منذ تلك الفترة. ولاحظ الوزير ان الغاية من اقامة مثل هذه الندوات العلمية هي الاسهام في اغناء الفكر الديني وصونه وترشيد ممارسة الشعائر وتسليط الاضواء على الفقه الرشيد الذي لا يضيق على الناس بمقولات جاهزة وأقوال غريبة عن الواقع الراهن مبرزا المسؤولية الجسيمة التي يتحملها الفقهاء في تحصين المجتمع من التعصب والفهم المغلوط لحقيقة الاسلام الحنيف.