تونس 17 مارس 2010 (وات) - تسعى تونس ضمن مقاربتها التنموية الشاملة لكسب الرهانات الثقافية والحضارية، ومن ثوابت هذه المقاربة دعم ممارسة النشاط الثقافي والإنتاج فيه والاستفادة منه باعتبار الثقافة سندا للتغيير وأداة فاعلة لدفع التنمية وتعزيز مقومات الهوية الوطنية. ومن منطلق هذا الدور المحوري الذي تضطلع به الثقافة تنبع الخيارات الأساسية للسياسة الثقافية التي أرسى دعائمها الرئيس زين العابدين بن علي حيث تم الترفيع تدريجيا من حجم الاعتمادات المخصصة لقطاع الثقافة من ميزانية الدولة ليبلغ نسبة 5ر1 بالمائة مع موفى الخماسية الحالية2009-2014 وتوفير العديد من الحوافز لفائدة المبدعين لاسيما حماية حقوق المؤلفين في سائر مجالات الابداع الادبي والفكري والفني الى جانب احداث نظام جديد تحت عنوان /رخصة مبدع / بمقتضى القانون عدد 57 المؤرخ في 28 جويلية 2006. وهذا النظام الذي أعلن عنه رئيس الدولة لأول مرة في 20 مارس 2006 بمناسبة الاحتفال بخمسينية الاستقلال يمكن المبدعين والمثقفين الاجراء في القطاع العمومي والمنتجين لاعمال فنية في مختلف المجالات من رخصة خالصة الاجر للتفرغ لنشاطهم الابداعي لمدة ستة أشهر يمكن تجديدها شريطة وجود انتاجهم الابداعي وتواصله. ويمكن لكل العاملين بالقطاع العمومي الخاضعين للانظمة الاساسية العامة التي تشمل أعوان الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات والمنشات العمومية وأعون الديوانة وأعوان قوات الامن الداخلي والعسكريين الانتفاع برخصة مبدع عبر التقدم بمطلب كتابي في الغرض الى رئيس الادارة وعينات من أعماله الابداعية وبرنامج مفصل للنشاط الابداعي الذي يرغب في التفرغ له مع ابراز عناصر الابداع والاضافة المنتظرة من خلال هذا النشاط . ويتمتع العون المستفيد بنظام التفرغ بعنوان رخصة مبدع بكامل مرتبه وبحقوقه كاملة في التدرج والترقية والتغطية الاجتماعية ويبقى خاضعا للواجبات المنصوص عليها بالنظام الاساسي العام المنطبق عليه وعند انتهاء مدة الانتفاع برخصة المبدع يتعين على العون ان يستأنف عمله في اجل شهر على الاقل قبل انتهاء المدة المرخص فيها واذا تعذر على المنتفع بهذا النظام استكمال مدة الرخصة يمكنه ان يطلب بواسطة رسالة مضمونة الوصول استئناف عمله. ويجسد قرار اسناد /رخصة مبدع/ العناية الفائقة التي يوليها الرئيس زين العابدين بن علي الى القطاع الثقافي والعاملين فيه اذ بوأ المثقف مكانة الشريك في تمش اصلاحي يعمل على ارساء مجتمع ديمقراطي متحفز للانخراط في مسار الحداثة ويستمد ثراءه من تنوع الاراء في صلبه واحترام الاختلاف والتعددية الفكرية. ويأتي البرنامج الرئاسي للمرحلة المقبلة 2009-2014/ ليفتح مرحلة جديدة من الانجازات الثقافية من شأنها تطوير المشهد الثقافي الوطني وتوفير الارضية الملائمة للابداع والابتكار والتجديد لتبقى تونس /منارة ثقافية على الدوام./