تونس 22 جوان 2010 (وات) - اكد السيد كمال مرجان وزير الشؤون الخارجية ان تونس بقيادة الرئيس زين العابدين بن علي وبفضل رؤيته الاستشرافية وقراءته الدقيقة لمجمل الاوضاع الدولية والاقليمية كانت في مقدمة البلدان التي ادركت التحولات المتسارعة والعميقة في العالم وما تفرضه من تحديات جسام واعتمدت بناء على ذلك سياسات واقعية مدروسة تاخذ بعين الاعتبار التطورات العالمية بهدف توظيفها والاستفادة منها لخدمة المصالح الوطنية وتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد والانخراط الايجابي في المنظومة الاقتصادية العالمية الجديدة من موقع الفعل والمبادرة. وبين لدى اشرافه يوم الثلاثاء بمركز النهوض بالصادرات بالعاصمة على اختتام الملتقى الوطني حول "دور الاتفاقيات الثنائية ومتعددة الاطراف في تنمية الصادرات" ان تونس اعتمدت في نطاق سياستها الخارجية جملة من الخيارات لمواكبة الاوضاع الجديدة وضمان نمو الاقتصاد الوطني والاستفادة مما يتيحه المحيط الدولي من فرص جديدة للتنمية وتطوير نسق التصدير وذلك وفق مسار تدريجي وثابت للانفتاح على الاقتصاد العالمي. وشدد الوزير على ايمان تونس الراسخ بتحصين الاقتصاد الوطني والرفع من ادائه واستكشاف اسواق جديدة للسلع والخدمات وتوسيع علاقات التعاون مع مختلف الشركاء على المستويين الثنائي ومتعدد الاطراف مذكرا بانضمام البلاد المبكر الى المنظمة العالمية للتجارة فضلا عما توليه من اهمية خاصة للبعد المغاربي حيث تسعى بحرص من رئيس الدولة الى استكمال بناء صرح الاتحاد المغاربي الذي يشكل خيارا استراتيجيا لشعوب المنطقة واحد ثوابت سياسة البلاد الخارجية. وابرز في ذات السياق سعي تونس المتواصل للمساهمة النشيطة في تركيز موءسسات الاتحاد وتفعيلها حتى تساهم في دفع التكامل الاقتصادي المغاربي ومزيد التقارب بين الشعوب المغاربية بما يكسب هذا الكيان الوزن الاقتصادي والسياسي الذي هو به جدير. وذكر الوزير بانخراط تونس في منطقة التبادل الحر في اطار الشراكة العربية المتوسطية المنبثقة عن اعلان اغادير سنة 2001 مشيرا الى ما قطعته العلاقات التونسية الاوروبية من اشواط هامة لا سيما منذ دخول منطقة التبادل الحر حيز التنفيذ في غرة جانفي 2008 وما يشهده الاقتصاد الوطني من تطور في مختلف المجالات بما هيأ الظروف الملائمة للعمل من اجل الارتقاء بهذه العلاقات الى وضعية الشريك المتقدم. واكد حرص تونس على تنويع شركائها الاقتصاديين ودفع علاقات التعاون مع عدد من البلدان الشقيقة والصديقة في الفضاءات الافريقية والامريكية والاسيوية باعتبار ما تتوفر عليه هذه البلدان من امكانيات هامة. واشار فى هذا الصدد الى توفق تونس بفضل ارادة سياسية واضحة الى تكوين نسيج من الاتفاقيات التجارية تتيح فرصا جيدة لدفع الصادرات التونسية واقتحام اسواق جديدة بما يكفل للفاعلين الاقتصاديين التونسيين التحرك بكل ثقة واقتدار نحو الاسواق العالمية وبين السيد كمال مرجان ان الديبلوماسية التونسية تواصل بحرص وتوجيه مستمر من الرئيس زين العابدين بن علي العمل على مزيد ترسيخ مقومات الاندماج وتوثيق روابط التعاون والتكامل في فضاءات انتماء البلاد الاقليمية والدولية تنفيذا للاهداف الرائدة الواردة بالبرنامج الرئاسي "معا لرفع التحديات". وقد انبثقت عن الملتقى الذي حضر اختتام فعالياته كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية جملة من التوصيات من ابرزها تشريك القطاع الخاص في تحديد الاولويات مع التركيز على المناطق ذات البعد الاستراتيجي وذلك بالاستغلال الامثل للاتفاقيات المتوفرة والعمل على تطوير الاتفاقيات الثنائية ذات الصبغة التفاضلية المبرمة مع بعض البلدان الشقيقة والصديقة والارتقاء بها الى مستوى اتفاقيات مناطق التبادل الحر. كما تم التاكيد على الاسراع بابرام الاتفاقية مع الاتحاد الاقتصادي والنقدي لافريقيا الغربية والتي تضم 8 بلدان ومعاضدة جهود الدولة في التعريف بمزايا الاتفاقيات الثنائية ومتعددة الاطراف للنهوض بقطاع التصدير.