تونس 12 جويلية 2010 (وات) - أهمية الترجمة كأداة للتواصل المعرفي والثقافي شكل محور العدد الجديد (جوان 2010) من مجلة "الحياة الثقافية" التي تصدر عن وزارة الثقافة والمحافظة على التراث. استهل العدد بمقال للجامعي والمدير العام للمركز الوطني للترجمة محمد محجوب حول "الترجمة والمعايير" بين من خلاله السياق الذي نشأت فيه الترجمة في الثقافة العربية فأبرز أنه "لم يكن سياق تقبل لها وتشريع إلا على جهة كونها ترجمة تقنية أداتية أما الترجمة بوصفها موضع تفاعل بين الثقافات، فإن موقف الثقافة العربية منها قد كان في جميع الاحوال وبلا استثناء موقف تشريع للاستحالة". واهتم الباحث اللبناني شربل داغر بما اسماه ب"سلطان الترجمة" منطلقا من مسلمة أساسية ترى أن عالم اليوم تتزايد حاجاته إلي الترجمة بقدر احتياجه المتزايد الي ان يتفاعل مع غيره. وألقى الجامعي التونسي حمادي ذويب "أضواء على الترجمة في تونس عبر العصور" فأشار إلى أنه من الطبيعي أن البلاد التونسية التي عرفت منذ أقدم العصور حضارات كثيرة لها صلات وصل مع الحضارات المجاورة يفترض ان تكون ذات رصيد في حركة الترجمة باعتبارها جسرا يتيح الحوار والتأصل مع الآخر وتتبع الباحث حركة تطور الترجمة في تونس منذ عهد قرطاج مرورا بالعهد الفاطمي والعهد الحفصي وفترة البايات وصولا الي حركة الترجمة خلال القرن 19 إضافة إلى مساهمة الجمعيات الثقافية في الترجمة على غرار الجمعية الخلدونية. كما كتب في ذات المحور الأستاذ نزار شقرون عن "الترجمة في ميزان النشر"، و"معايير الترجمة بين اللزوم والجواز" لعادل بن نصر، و"بداية الترجمة في العصر الحديث بالبلاد العربية" للجامعي حفناوي عمايرية، و"الترجمة من قدسية النص إلي تأويله" ليوسف الحناشي. وفي باب "الفنون التشكيلية" نشرت المجلة مقالا للباحث احميدة الصولي تحت عنوان "فن الحفر، رافد من روافد الفنون التشكيلية". واحتوى العدد علي ترجمات لأعمال إبداعية منها "مسلسلات" وهي شعر لفيكتور سيغالين قام بترجمتها محمد الخالدي، و"الجبال في الشعر الصيني" لحسين القهواجي فضلا عن مقتطفات من الشعر الهولندي المعاصر ترجمة وتقديم صلاح حسن ونص "الأرض كائن حي" لجامس لوفلوك ترجمة الهادي ثابت. كما تم نشر ثلاث قصص قصيرة وهي "حبيبة" لحفيظة قاره بيبان، و"ليالي منيار" لسامية شتوح و"هروب" لرانيا ملحم إضافة إلى قصائد لسوف عبيد بعنوان "عروس البحر" و"موكب الحرية" لمحيي الدين خريف و"هي الحرية كالشمس" للحبيب العوادي. ويحمل غلاف العدد لوحة للرسام التونسي نجا المهداوي في شكل خطوط بالحبر الصيني على الجلد.