تونس 23 جويلية 2010 (وات)-/درويش ..درويش/ عرض موسيقي شعري يخاطب الوجدان، سهر على ايقاعه مساء الخميس 22 جويلية احباء الطرب والكلمة الهادفة، في اطار الدورة 46 لمهرجان قرطاج الدولي. جاء هذا العرض تخليدا لذكرى رائدين من رواد الابداع العربي جمعهما الاسلوب المبسط في تناول مواضيع انسانية حساسة، وهما الموسيقار سيد درويش (1892-1923) الذي ساهم في تطوير القوالب الموسيقية العربية والشاعر الكبير محمود درويش (1941-2008) الذي سما بالشعر العربي ليعطيه صبغة عالمية. واحيا/درويش ..درويش/ كل من درصاف الحمداني غناء وجمال المداني شعرا، صحبة فرقة موسيقية متكونة من 40 عازفا من خيرة خريجي المعهد العالي للموسيقى و8 مرددين. امتزجت الكلمات الشعرية المعبرة بالجمل الموسيقية العذبة فكانت سمفونية رائعة الفت بين الصور الشعرية والاغاني الطربية حيث شدت درصاف الحمداني لتثبت من جديد بصوتها الجهوري انها مطربة من الطراز الرفيع. فردد معها الجمهور باقة من الاغاني المعروفة للموسيقار سيد درويش فترنم ب/زوروني كل سنة مرة/ و/البحر بيضحك/ و/ياورد يافل يا ياسمين/ و/انا هويت وانتهيت/ و/طلعت يامحلا نورها/. وكان الفنان المسرحي جمال المداني يلقي بين الاغنية والاخرى مقتطفات من قصائد مشهورة للشاعر محمود درويش على غرار /على هذه الارض ما يستحق الحياة/ و/ايها الماضون بين الكلمات العابرة احملوا اسماءكم وانصرفوا/ و/اني احبك اكثر/ و/هذا البحر لي وهذا الرصيف وما عليه لي/ فضلا عن ابيات من قصيدة درويش الشهيرة /جدارية/. وبحركات مدروسة تنقل جمال المداني مخرج العرض ،على الركح وبين المدارج مما احدث التناغم ووسع ذائقة التقبل لدى جمهور اغلبه من الكهول من عشاق شعر محمود درويش والحان سيد درويش. وبكل حرفية قاد الميسترو رضا الشمك الفرقة الموسيقية التي قدمت باتقان كبير، الحانا لمختارات من قصائد هذا الشاعر الخالد ادتها باقتدار المطربة درصاف الحمداني وقوبلت بالتصفيق .كما نجح في اعادة توزيع الحان سيد درويش ليبث فيها روحا عصرية من خلال تطعيمها بنغمات غربية. اما عنصر الفرجة فامنته من وراء ستار شفاف اثث خلفية الركح ،فتيات ملتحفات برداء ابيض قدمن حركات منسابة، فكانك امام لوحة تشكيلية كوريغرافية تحملك الى عالم الروحانيات. /درويش ..درويش/ عرض تناغمت فيه عناصر الفرجة في التصور الرحكي من حيث الديكور واعتماد تقنيات وموءثرات ضوئية صاحبت الاداء المسرحي والموسيقي اضافة الى الملابس والقيافة التي اضفت طابعا خاصا على العرض يعود بالذاكرة الى جمالية المسرح الاغريقي.