الحمامات 10 جويلية 2009 (وات) تواصلت ليلة امس الخميس عروض الفن الرابع المبرمجة ضمن مهرجان الحمامات الدولى في دورته 45 بمسرحية /عروق الماء تحت الخزامى/ انتاج مشترك بين المهرجان ومسرح الارض عن سينغرافيا وتاليف واخراج نور الدين الورغى. هذا العمل الجديد كما يصفه المخرج حفر فى ذاكرة الكائن العربى الذى يعانى من داء النسيان يخاطب المتلقى بلهجة تونسية وفى لغة شعرية رائعة . ورغم تهاطل الامطار على مدراج مسرح الهواء الطلق بالحمامات التي بدت شاغرة في بعض الاماكن لم يغادر الحاضرون المقاعد تعبيرا عن انسجامهم مع مشاهد العرض و دعوته الى الذكرى . وقد فوجئوا بتحول الركح الى حضيرة بناء بمختلف مكوناتها يتوسطها جدار من الاجر شيد بين عشية وضحاها جدار عازل وفاصل ماان يشيد حتى يتم تحطيمه. عملة الحضيرة هم من الشباب الحالم من حاملى الشهائد فى اختصاص التاريخ والجغرافيا والمسرح التقوا ليشتركوا فى معاناتهم من رئيس حضيرة هاجسه تمتين الجدار والرفع من علوه يوما بعد يوم. تطل الممثلة المحورية ناجية الورغى على الحاضرين مترنحة لتنطق شعرا وحكما هي صاحبة الارض التى شيد عليهاالجدار وماان تتحين الفرصة حتى تنطلق فى دك الحائط معبرة عن رفضها لهذا البنيان ورفضها الخضوع والاستكانة. تتوارى الاجساد خلف الجدار لتعود من جديد فى مشاهد حوارية ثنائية بين التاريخ وناجية بين الجغرافيا وناجية وبين المسرح وناجية التى تخرج الى العملة ليلا عساها تفيقهم من سباتهم فاذا هى العروق والضمير الحى فى مراوحة بين الحقيقة والخيال. /عروق الماء تحت الخزامى/ بدت رسالة مسرحية ايقاعها الترميز لصراع الخنوع والامل فى كسر جدار الصمت والنسيان من اجل فتحة يرسم من خلالها الموءرخ واقعا جديدا فوق جغرافيا مغايرة ويعبر فيها الفنان عما يخالجه من احاسيس.