تونس 20 سبتمبر 2010 (وات) "بلورة استراتيجية متكاملة للتعاون بين الدول العربية والمتوسطية والافريقية فى مجال الرقابة على المالية العمومية" تلك هي الاشكالية المطروحة فى اشغال الملتقى الدولي حول التعاون جنوب جنوب في خدمة الاجهزة العليا للرقابة على المالية العمومية الذى تحتضنه تونس على امتداد يومين. ويشارك فى هذه التظاهرة التى تنظمها دائرة المحاسبات بالتعاون مع الوكالة التونسية للتعاون الفنى عدد هام من رؤساء وممثلى اجهزة الرقابة والمحاسبة بالدول المعنية ومن ممثلي الهياكل غير الحكومية والمنظمات الدولية. ويتضمن جدول اعمال الندوة عدة محاور تتعلق بالتعاون فى خدمة الاجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة والشراكة شمال جنوب وجنوب جنوب والشراكة متعددة الاطراف لدعم التعاون جنوب جنوب. واشارت السيدة فائزة الكافي الرئيسة الأولى لدائرة المحاسبات التونسية فى الجلسة الافتتاحية الى أن هذا الملتقى يتنزل في إطار الديناميكية التي تعتزم الدائرة إدخالهاعلى التعاون بين دول الجنوب باعتباره محورا اساسيا فى استراتيجيتها للمرحلة القادمة. وذكرت بأن التعاون الدولي في مجال الرقابة المالية والذي يعود إلى أكثر من 50 سنة لعب دورا حاسما في مساعدة الدول النامية على إرساء أجهزتها الرقابية وتطويرها وتوفير الكفاءات البشرية اللازمة. ولاحظت أن التعاون جنوب/جنوب في هذا المجال لا يزال في خطواته الأولى وأن الأجهزة العليا للرقابة المالية في دول الجنوب تحتاج إلى دعم مؤسساتي وإلى تنمية قدراتها. وأشارت إلى أن دائرة المحاسبات التونسية تعد نموذجا يحتذى به اذ تمكنت بفضل الدعم المقدم من طرف بعض الأجهزة الصديقة من اكتساب تقاليد عريقة في مجال الرقابة. وأكدت في سياق متصل أهمية تعبئة المزيد من الموارد لفائدة التعاون جنوب/جنوب في مجال الرقابة على المالية العمومية لتلبية الحاجيات من الخبرة في مجالات التكوين ومساندة الإصلاح والتغيير وكذلك تمويل المهمات الدراسية واللقاءات العلمية حول المواضيع ذات الصلة. وشكل الملتقى الذى يشهد حضور رؤساء الأجهزة العليا للرقابة والمحاسبة المالية بكل من تونس وليبيا والجزائر والمغرب وموريتانيا والعراق والأردن والكامرون وفرنسا وهولندا فرصة سانحة لاستعراض مختلف تجارب التعاون التي باشرتها دائرة المحاسبات وتقييم نتائجها والبحث في آفاق تطويرها تثمينا للقدرات الوطنية ودعما للخبرة التونسية. وابرز المتدخلون التعاون المثمر القائم فى مجالات التاطير والتكوين وتبادل الخبرات والتجارب بين دائرة المحاسبات فى تونس ونظيراتها فى فرنسا وهولندا الى جانب برنامج الاممالمتحدة الانمائي والاجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة بالمغرب العربي. كما قدم رؤساء دوائر المحاسبة بكل من الجزائر وموريتانيا والاردن عروضا عن تجارب بلدانهم التى تعتمد على تبادل الخبرات والانفتاح على المجال المغاربي والافريقي والمتوسطي والعالمي مثمنين التعاون القائم مع دائرة المحاسبات فى تونس ولا سيما فى مستوى تبادل الخبرات والدورات التدريبية. كما تعرض الوكالة الالمانية للتعاون الفني /جي تي زاد/ والبنك الدولي والبنك الإفريقي للتنمية وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي والاتحاد الأوروبي برامج تعاونها القائمة على تقديم المساعدات الفنية والاستشارية والمادية وتطوير برامج التوأمة مع اجهزة الرقابة المالية العليا لبعض هذه الدول.