تونس 20 ديسمبر 2010 (وات) - انعقدت صباح الاثنين بمقر وزارة الشؤون الخارجية، الدورة الثانية للجنة المشتركة التونسية الكويتية بإشراف السيد كمال مرجان وزير الشؤون الخارجية والشيخ محمد صباح السالم الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية الكويتي. وعبر وزير الشؤون الخارجية في افتتاح أعمال الدورة عن الارتياح الكبير للنقلة النوعية الهامة التي تشهدها العلاقات التونسية الكويتية وما طبعها خلال الفترة الأخيرة من حركية إيجابية ودفع متواصل، بفضل إرادة السياسية الراسخة التي تحدو قائدي البلدين الرئيس زين العابدين بن علي وأخاه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في مزيد دعمها وتطويرها من خلال تكثيف التواصل والتشاور وتبادل الزيارات بين كبار المسؤولين في البلدين. وأكد أن أعمال هذه الدورة تمثل فرصة ملائمة لتعزيز تقاليد التشاور السياسي والتنسيق بين البلدين ومناسبة متميزة لإجراء تقييم معمق وشامل لمسيرة التعاون ودراسة السبل الكفيلة لمزيد تطويره وتحديث أساليبه على أساس تبادل المصالح والمنافع. وبين السيد كمال مرجان أن تونس التي تعيش اليوم ظرفا هاما من مسيرتها التنموية مع الشروع في تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية "معا لرفع التحديات" وهو برنامج طموح يؤسس لمرحلة جديدة تهدف إلى إثراء المكاسب والانجازات في شتى القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومع الشروع كذلك في تنفيذ المخطط الثاني عشر للتنمية 2010-2014، مؤمنة بجدوى مزيد توثيق التعاون التونسي الكويتي، بما يستجيب إلى ما يزخر به البلدان من طاقات وإمكانيات تيسر إقامة شراكة فاعلة بينهما. وقال إن تقارب الرؤى والتصورات حيال ما يشهده العالم من تحولات تتسم بظهور التكتلات الاقتصادية واحتدام التنافس بينها، يعد أبرز الدوافع التي تحفز الطرفين إلى مواصلة الجهود المشتركة من أجل الارتقاء بالتعاون التونسي الكويتي إلى مرتبة أفضل، مبرزا الدور الموكول للقطاع الخاص في تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية لتأسيس شراكة متكافئة تسهم في رفع الاستثمار والتبادل التجاري بين البلدين. ومن ناحية أخرى، شدد وزير الشؤون الخارجية على حتمية تطوير منظومة العمل العربي المشترك من أجل اكتساب مقومات الرقي الاقتصادي والاجتماعي ولمواكبة التحولات العميقة التي يشهدها العالم وعلى ضرورة مواصلة مسيرة التحديث والتطوير في العالم العربي، باعتبارهما ركيزة أساسية لتحقيق التكامل والاندماج بين البلدان العربية. وأكد الشيخ محمد صباح السالم الصباح، من جهته، حرص صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت على الارتقاء بالعلاقات التونسية الكويتية، معربا عن الأمل في أن تكون هذه العلاقات نموذجا يحتذى به على المستوى العربي. ونوه بما شهدته تونس من ازدهار وتطوير بفضل القيادة الرشيدة والسياسة الحكيمة للرئيس زين العابدين بن علي والتي مكنت تونس من تحقيق التنمية الشاملة بالاعتماد على كفاءتها البشرية وذلك رغم قلة مواردها الطبيعية. كما أشار إلى تطور نسبة الواردات الكويتية من المنتوجات التونسية المتنوعة التي سجلت "قفزة كبيرة" خلال السنوات العشر الأخيرة، مبرزا دور الصندوق الكويتي للتنمية في المساهمة في تعزيز المسيرة التنموية في تونس. ولاحظ وزير الخارجية الكويتي، على صعيد آخر، أن نجاح العمل العربي المشترك يستوجب تضافر الجهود لربط المصالح الاقتصادية للبلدان العربية، خدمة لمصلحة المواطن العربي، مبينا أن نجاح القمة العربية الاقتصادية الأخيرة المنعقدة في الكويت، التي انبثقت عنها عديد القرارات الرائدة، لاسيما دعوة أمير دولة الكويت إلى إحداث صندوق لدعم المشاريع الصغرى والمتوسطة في العالم العربي والذي لقي من تونس كل الدعم. وبعد أن أعرب عن التطلع إلى أن تفرز أشغال القمة العربية الاقتصادية القادمة والتي ستستضيفها مصر، عن نتائج ايجابية من شأنها دفع العمل العربي المشترك، أبرز نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي توافق وجهات النظر التونسية والكويتية حول العديد من القضايا والمسائل السياسية ذات الاهتمام المشترك. وأعرب في ختام كلمته عن الأمل في أن يتمكن الطرفان من تجسيد التوجيهات الحكيمة لقيادتي البلدين ورغبتهما الصادقة في تعزيز العلاقات الثنائية خدمة لمصلحة الشعبين الشقيقين. وقد توجت أعمال اللجنة بالتوقيع من طرف وزير الشؤون الخارجية ونظيره الكويتي، على عدد من الاتفاقيات والبرامج التنفيذية التي تعكس مجددا المسيرة المتميزة لعلاقات التعاون الأخوي التونسي الكويتي. وتشمل هذه الاتفاقيات التعاون في القطاعين الفلاحي والصحي وفي مجال الشؤون الدينية وأنشطة التقييس. في حين تهم البرامج التنفيذية، التعاون الثقافي للسنوات 2011 و2012 و2013 وفي ميادين الشباب والرياضة والتربية. وجرت قبل ذلك محادثة بين السيد كمال مرجان والشيخ محمد صباح السالم الصباح، أكد خلالها الطرفان أهمية مزيد تعزيز التشاور السياسي والتنسيق بين البلدين بخصوص مجمل القضايا العربية والاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما في ما يخص ضرورة دعم العمل العربي المشترك بكافة أبعاده.