تونس 18 مارس 2011 /وات/ - هل أن ثورة 14 جانفي ستفرض مشهدا سينمائيا جديدا في تونس؟ وماهي المقاييس التي حملتها معها لاعادة هيكلة الثقافة السينمائية لدى التونسي؟ تلك هي ابرز التساوءلات التي أثارها نخبة من النقاد السينمائيين اليوم الجمعة بدار الثقافة ابن خلدون بالعاصمة في مائدة مستديرة محورها "أية سينما تونسية بعد الثورة؟" هذا اللقاء الذي نظمته الجمعية التونسية للنهوض بالنقد السينمائي كان مناسبة لطرح عدة تصورات حول كيفية الارتقاء بصورة السينما التونسية ومحتواها حيث قدم الناقد السينمائي محمد بن سلامة مقاربة تاريخية حول السينما الملتزمة في تونس وفي العالم العربي مأبرز فيها الارتباط الوثيق بين الخطاب السينمائي والواقع السياسي وهو ما يتجلى في عدة اعمال سينمائية مثل فيلم "سجنان" لعبد اللطيف بن عمار /1973/ و"صفائح من ذهب" للنوري بوزيد /1988/ وأوضح ان السينما التي تحتاجها تونس اليوم هي "سينما التنقيب" التي تدخل في اعماق الواقع وتطرح صورة "تفريجية" اي بليغة التعبير تتوفر فيها العناصر الايديولوجية والسيميولوجية لاثراء حقيقة الواقع الاجتماعي والسياسي ومن جهته تحدث الناقد كمال بن وناس عن معنى كلمة "ثورة" في المجال السينمائي معتبرا "ان فشل السينما التونسية" لا يتعلق بالاساس بالجانب السياسي وثقل الرقابة لان الابداع حسب رايه لا يرتبط بالحرية والمشكل الاساسي يكمن في هيكلة القطاع السينمائي التي تقتصر عادة على تشريك المنتج والادارة. كما اكد على اهمية مراجعة مسألة التوزيع السينمائي بين الجهات وتأمين ثقافة سينمائية لجميع الفئات باعتبار ان السينما التونسية هي بالاساس "سينما كاتب" وليست سينما "تجارية". أما الناقد محمد الجمني فقد ركز في مداخلته على ضرورة فسح المجال امام السينمائيين الهواة والعمل على بناء سينما ثورية تجمع بين الجمالية والواقعية. ويرى المخرج الحبيب المستيري ان الارتقاء بالمشهد السينمائي في تونس يتطلب القطع الكلي مع العقليات السابقة ووضع حد لسيطرة رأس المال على الانتاج السينمائي والسمعي البصري.