الحمامات 24 نوفمبر 2009 (وات) انطلقت يوم الثلاثاء بالحمامات فعاليات منتدى تكنولوجيات المعلومات والاتصال للجميع تونس زائد 4 تحت شعار تكنولوجيات المعلومات والاتصال رافد للتجديد التكنولوجي ودفع للقدرة التنافسية والتنمية بحضور 1300 مشارك يمثلون 50 دولة من الدول العربية والافريقية والاسيوية والامريكية. ويمثل المنتدى الذى ينتظم بمناسبة الذكرى الرابعة لانعقاد المرحلة الثانية للقمة العالمية حول مجتمع المعلومات تونس 2005 فرصة لتقييم تنفيذ اجندا تونس ولا سيما في مجال التقليص من الفجوة الرقمية وتمكين البلدان النامية من النفاذ الى هذه التكنولوجيات بصفة عادلة وامنة وباسعار مناسبة. كما يرمي الى المساهمة في اثراء الحوار حول موضوع تكنولوجيات المعلومات والاتصال وسبل تيسير استغلال الفرص المتاحة في هذا المجال والنهوض بالاستثمار والشراكة ودفع التنمية وتطوير اقتصاد المعرفة بصفة عامة وفي المنطقة المتوسطية وبافريقيا والبلدان النامية. وتقدم مسوءولو المنظمات الدولية المشاركة في المنتدى في الجلسة الافتتاحية بعبارات التهنئة الى الرئيس زين العابدين بن علي لفوزه الباهر في الانتخابات الرئاسية حتى يواصل المسيرة التنموية للبلاد. وابرز السيد سوباتشاى بانيشباكدى الامين العام لمنظمة موءتمر الاممالمتحدة للتجارة والتنمية ان المنتدى يمثل قاعدة تنطلق من تونس لتقييم نتائج القمة العالمية لمجتمع المعلومات ومدى تنفيذ ما انبثق عنها من توصيات وبرامج عمل. وبين ان المنظمة الاممية سجلت تطورا هاما على مستوى النفاذ الى التكنولوجيات الحديثة للاتصال والمعلومات ولا سيما في البلدان النامية حيث ان نصف مستعملي الانترنات ينتمون الى هذه البلدان فضلا عن التطور الكبير لاستعمال الهاتف الجوال مشيرا الى ان هذه النتائج على اهميتها فهي تبقى دون المامول وهو ما يتطلب بذل جهودا اضافية لتامين النفاذ الى التكنولوجيات الحديثة ومزيد تقريبها من المناطق الريفية. واشار الى الجهود الهامة التي تبذلها تونس وكذلك مصر والمغرب وهي بلدان افريقية اثبتت قدرتها على التحكم في تكنولوجيات المعلومات واستغلالها في دفع النمو. وعبر السيد حمادون تورى الامين ا لعام للاتحاد الدولي للاتصالات عن ارتياحه لالتزام الحكومة التونسية تجاه الاتحاد مشيرا الى ان هذا المنتدى يندرج في اطار متابعة تنفيذ اجندا تونس في تحسين امكانية النفاذ على الاصعدة الدولية والاقليمية والوطنية وباسعار معتدلة الى تكنولوجيا المعلومات والاتصال. وبين ان الاستثمار في التكنولوجيات الحديثة هو اكثر الحلول ملاءمة لمواجهة الازمة المالية والاقتصادية العالمية التي طالت عديد القطاعات ولم يتاثر الطلب على التكنولوجيات . وعلى هذا الاساس يشكل الاستثمار في التكنولوجيات الحديثة فرصا لدفع النمو. كما يعتبر هذا الاستثمار الحل الامثل لمواجهة التغيرات المناخية ذلك انه في استعمال تكنولوجيات الاتصال والمعلومات تقلص بنسبة 15 بالمائة من استهلاك الكهرباء. ودعا مختلف الاطراف الى المشاركة في الدورة القادمة للمنتدى التي ستكون مناسبة للتقييم النصف مرحلي للقمة والاعداد لاجتماع الاممالمتحدة حول مجتمع المعلومات في 2015 . واكد السيد طلال ابو غزالة رئيس الائتلاف العالمي لتقنية المعلومات والاتصال والتنمية ان تعزيز المعرفة والمهارات هو المفتاح لتحقيق كل الاهداف الاجتماعية والاقتصادية ولانجاز اهداف الالفية للتنمية. وبين في /رسالة الائتلاف الى المنتدى/ ان الائتلاف العالمي سيركز اعماله اساسا على كيفية تسخير تقنية المعلومات والاتصالات والاستفادة من الابتكار لمواجهة التحديات العالمية الرئيسية مثل القضاء على الفقر والازمة المالية وتغير المناخ والحوكمة والمساواة بين الجنسين ضمن اطار جدول الاعمال الانمائي الموسع للامم المتحدة. وبين السيد دوتا سوماتو عميد العلاقات الخارجية لكلية /انسيد/ ان اعتماد التكنولوجيات الحديثة لا يمكن وحده من مواجهة عديد الاشكاليات كالتقليص من الفقر ذلك ان استغلالها على الوجه الاكمل يتطلب وجود نظام اقتصادى صلب يساهم في تطوير الابتكار والتجديد والنهوض بالمعرفة. وبين السيد جان بيار الزين مفوض الاتحاد الافريقي للموارد البشرية والعلوم والتكنولوجيا ان الاقتصاد العالمي اصبح اليوم مرتبطا وثيق الارتباط بالمعارف والابتكار والتجديد. وأكد ان البلدان الافريقية تعمل اليوم على تعديل استراتيجياتها قصد الاستفادة من التكنولوجيات الحديثة مبرزا ضرورة تركيز اسس تنمية متضامنة في القارة تمكن بلدانها من الاستفادة على الوجه الاكمل مما تتيحه هذه التكنولوجيات. واضاف انه لا خيار امام البلدان الافريقية سوى الانخراط في هذا التمشي باعتباره السبيل الوحيد لمواجهة تاثيرات الازمة الاقتصادية وما ينجم عن التغيرات المناخية من انعكاسات. فالقارة الافريقية على اهمية نسبة النمو فيها والتي تناهز 5 بالمائة سنويا فان الميزانيات المخصصة للبحث العلمي تبقى ضعيفة ودون المامول. واشار السيد الهادى الجيلاني رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية الى اهمية توفر التمويلات في القارة الافريقية للنهوض بقطاع تكنولوجيات الاتصال والمعلومات. وبين ان الازمة الاقتصادية التي يشهدها العالم حاليا قد تسببت في تقلص المساعدات الدولية العمومية للبلدان الافريقية بنسبة لا تقل عن 4ر8 بالمائة كما ساهمت في تراجع صادرات هذه البلدان التي لا تمثل سوى 2 بالمائة من المبادلات العالمية فضلا عن انخفاض الاستثمار الاجنبي المباشر الذى لا يمثل سوى 1 بالمائة من الاستثمارات المباشرة في العالم. واوضح ان القارة الافريقية رغم انها تتحمل تبعات ازمة ولم تكن لها يد فيها فانها مدعوة من جديد الى التعويل على قدراتها الذاتية للخروج من الازمة واستغلال ما تزخر به من موارد في مواجهة هذا الوضع مبرزا ما تتيحه التكنولوجيات الحديثة للاتصال من امكانيات في هذا المجال.