في إطار تعزيز دور الإعلام العمومي في تكريس التعددية والتنوع ودعم التماسك الاجتماعي في ظل واقع سياسي واجتماعي جديد إنطلقت اليوم الأربعاء ندوة صحفية نظمتها الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري بالتعاون مع الشبكة الفرنكفونية لهيئات تعديل وسائل الإعلام وتتواصل إلى الجمعة وفي مداخلة له أثناء الورشة قدم الرئيس المدير العام للتلفزة التونسية إلياس الغربي تشخيصا للوضع الذي تعيشه المؤسسة المُثقلة بعوائق بشرية وإدارية وقانونية وهيكلية وذلك في غياب هيكل تنظيمي يواكب التطور الحاصل في القطاع وقانون أساسي وظيفي. وأضاف إلياس الغربي أنه رغم المعوقات التشريعية والتنظيمية فإن المؤسسة ماضية في سياسة إصلاحية من خلال عرض جملة من التصورات والمقترحات إلى رئاسة الحكومة على غرار اقتراح خطة لتطهير ديون المؤسسة وتنقيح النظام الأساسي وتقديم تصور هيكل تنظيمي قادر على مواكبة التطور المتسارع في القطاع السمعي البصري. وأوضح الرئيس المدير العام للتلفزة التونسية أنه جرى في الأيام القليلة الماضية تركيز مجلس تنفيذي يتولى وضع الاستراتيجيات وتقديم والمقترحات وتذليل الصعوبات كما تم إحداث خطة مدير للتسويق ومستشار فني . إلياس الغربي اختتم مداخلته بالتأكيد على ضرورة وضع برنامج وطني لتمويل انتقال التلفزة التونسية كليا إلى البث عالي الجودة إضافة إلى فتح المجال لعقد شراكات مع القطاع الخاص ، مشددا على ضرورة وضع إطار تشريعي يحفظ استقلالية المرفق العمومي ويمنحه القدرة على اكتساب ثقة المشاهد من خلال إعلام متميز يعمل بحرفية ومهنية . هذا وتم خلال الورشة كذلك الاستماع إلى مداخلة الرئيس المدير العام للإذاعة التونسية عبد الرزاق طبيب الذي شدد أيضا على عدم مواكبة التشريعات للتطور الحاصل في القطاع . ومن المقرر أن تتوج الندوة بتقديم " إعلان تونس نحو انطلاقة جديدة للإعلام السمعي و البصري العمومي " كإستراتيجية عمل مستقبلية تهدف لمعالجة الإشكاليات المطروحة وسبل الارتقاء بهذا القطاع الحيوي والاستراتيجي في ظل تنامي استخدام وسائل الاتصال الحديثة .