أكد نائب رئيس مجموعة البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فريد بالحاج، أن مؤسسته لا تزال "مستعدة لمواصلة لعب دورها كشريك طويل الأمد مع تونس، كي تواصل مسارها الإصلاحي". كما يعتزم البنك الدولي، وفق بالحاج، مواصلة دعم مسار الإصلاح والتنمية الاجتماعية والاقتصادية ودعم خطة التنمية في البلاد لتحقيق النمو الشامل والمستدام. ويتنزل هذا التصريح، في اطار لقاء بالحاج، خلال الزيارة، التي يؤديها حاليا الى تونس، بمحافظ البنك المركزي التونسي، فتحي زهير النوري، أمس الخميس. وشكل اللقاء، وفق بلاغ صادر عن البنك المركزي التونسي، مناسبة لتبادل وجهات النظر بين المسؤولين بخصوص الوضع الاقتصادي في تونس، فضلا عن التطرق للوضع الراهن وآفاق التعاون التقني بين البنك المركزي التونسي والبنك الدولي. كما تمحورت النقاشات، حول أهميّة الإصلاحات المتعلقة بتطوير استخدام الطاقات المتجددة، في سياق دولي يتسم بتفاقم المخاطر المرتبطة بالتغيرات المناخية، لا سيما في المنطقة، مع التأكيد على الدور الذي ينبغي أن تلعبه المؤسسات الدولية في تعبئة وتخصيص الموارد المالية الكافية لهذا الغرض. وذكر محافظ البنك المركزي، فتحي زهير النوري، بالمناسبة، بالتحديات التي تواجهها تونس خلال الفترة القادمة، والمتمثلة في انعاش الاستثمار والنمو من خلال سياسات قطاعية قادرة على خلق القيمة مع إنجاح المشاريع الكبرى للتحوّل الرقمي والطاقي والبيئي. وشدد النوري، على أن التنسيق الأفضل بين السياسات العمومية، المتعلقة بالميزانية والنقد، يظل شرطًا لا غنى عنه لرفع التحديات الاقتصادية والاجتماعية. كما أبرز محافظ البنك المركزي، في هذا الصدد، الجهود التي تبذلها السلطات التونسية للتحكم في حالة عدم التوان الاقتصاد الكلي وهو ما يتجلى من خلال تحسن الميزان التجاري الخارجي وتراجع الضغوطات التضخمية خلال سنة 2023. وأشاد في سياق اخر، بالدعم المتواصل الذي يقدمه البنك الدولي على الصعيدين المالي والتقني، مؤكدا الجهود، التي يبذلها خبراء هذه المؤسسة المالية، لدعم عدد كبير من المشاريع الاستراتيجية في نطاق البنك المركزي، بما في ذلك النهوض بالمالية الرقمية والتمويل وتعزيز مرونة القطاع البنكي، بالإضافة إلى المشاريع المرتبطة بتحول نشاط القطاع المالي إلى نشاط أخضر.
