مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تنتشر في تونس بعض العادات الشعبية المتوارثة، من بينها الامتناع عن تنظيف المنزل في يوم عرفة. ورغم أن هذه العادة لا تستند إلى أي أساس ديني، إلا أنها لا تزال راسخة في أذهان الكثير من العائلات التونسية. يعتقد البعض أن البيت في يوم عرفة يكون مملوءًا بالبركة، وأن كنسه أو تنظيفه قد يُزيل هذه البركة. وهناك من يربط الأمر بالروحانية العالية لهذا اليوم، فيُفضَّل ترك المكان كما هو احترامًا لقدسيته. في المقابل، يرى آخرون أن هذه العادة نشأت من منطلق عملي، حيث تسعى العائلات إلى إتمام التحضيرات قبل يوم عرفة، لتخصيص هذا اليوم للراحة والصيام والدعاء، بدلاً من الانشغال بالأعمال المنزلية. وبالرغم من تراجع الإيمان بهذه المعتقدات لدى بعض الأجيال الجديدة، فإنها لا تزال تُمارس في العديد من البيوت، وتُعد جزءًا من الهوية الثقافية والعادات الموسمية المرتبطة بالأعياد في تونس. في النهاية، يبقى يوم عرفة فرصة لتعزيز الجانب الروحي، سواء بالعبادة أو بالتأمل في تقاليدنا، مع التذكير أن الإسلام لا يمنع النظافة في أي وقت، بل يحثّ عليها دائمًا.