أزمة الطرقات… إداريّة قبل أن تكون ماديّة شدّد عبد الفتّاح براهم، عُضو المكتب التنفيذي للجامعة الوطنية لمؤسسات البناء والأشغال العامة، على أنّ أبرز الصعوبات التي يشهدها قطاع الطّرقات في تونس اليوم ليست بسبب نقص الموارد الطبيعية، بل نتيجة تعقيدات إداريّة تعطل تنفيذ المشاريع في آجالها. وأوضح في تصريح لجوهرة اليوم أن مشاريع كبرى على غرار الطريق السيارة تونس–جلمة أو الرابطة بين صفاقس والقصرين جاهزة للانطلاق، لكن الإجراءات المتعلقة بالحصول على تراخيص استغلال المقالع والجبال ما تزال تُبطّئ النسق، رغم توفّر المواد الأولية محلياً. مواد البناء متوفّرة… لكن الإدارة تعيق الإنجاز أكّد براهم أنّ تونس تمتلك مخزوناً كبيراً من الرمل والحصى والمواد الأساسية لبناء الطرقات، لكن استغلالها يظل رهين مسار إداري معقّد بين الوزارات وأملاك الدولة والسلط الجهوية. وأضاف أنّ المقاولين يجدون أنفسهم عاجزين عن احترام آجال الإنجاز بسبب تأخر حصولهم على المواد الأولية اللازمة، وهو ما يؤثر مباشرة على نسق المشاريع الوطنية الكبرى. التمويل… نقطة الوجيعة الأكبر بيّن براهم أنّ الصعوبات المالية أصبحت من أهم العوائق أمام تقدم المشاريع، إذ لم يعد القطاع البنكي يمنح الأولوية لتمويل مؤسسات البناء والأشغال العامة مثل السابق. وأوضح أنّ المقاول يحتاج تمويلاً متواصلاً لتسيير الورشات ودفع الأجور وتسديد الأداءات، ومع تشدد البنوك يصبح تنفيذ المشاريع أمراً بالغ الصعوبة. سمعة المقاول التونسي… رصيد وطني يجب الحفاظ عليه رغم التحديات الداخلية، يرى براهم أنّ المقاول التونسي حافظ على سمعة مميزة في الخارج، خصوصاً في إفريقيا وليبيا والخليج، حيث تنافس المؤسسات التونسية نظيراتها التركية والصينية. وشدد على أنّ جودة الإنجاز والمصداقية عاملان أساسيان يجب دعمهما لضمان حضور أقوى للقطاع خارج البلاد. دعوة للحكومة… وحلول تنتظر التنفيذ دعا عبد الفتّاح براهم سلطات الإشراف إلى إيجاد حلول جذرية للتعقيدات الإدارية والمشاكل المالية التي تعطل نسق إنجاز مشاريع الطرقات. وأكد أنّ الحلول معروفة والمقاول جاهز، لكن المطلوب اليوم هو إرادة حقيقية لتفعيل القرارات وتسريع النسق. وختم قائلاً إن الهدف المشترك هو الإنجاز واحترام الآجال، بما يخدم مصلحة البلاد ويساهم في تطوير بنيتها التحتية.