انضم التونسيون إلى جوقة العرب الساخرين من تنظيم داعش بعد الضربات الأمنية الأخيرة التي أصابته في مقتل خاصة بعد القضاء على تسعة من عناصره أبرزهم المكنى لقمان أبو صخر أمير الكتيبة. وعلى طريقة خطاب داعش في نقل تفاصيل عملية باردو الذي استهل ب“يوم عادي” وخطاب النعي الذي بدأ ب“ليلة سعيدة”، روى تونسيون على طريقتهم ب(اللهجة العامية) كيفية القضاء على الدواعش في خطاب ساخر نشر على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان “في يوم موش نورمال (ليس عاديا)” جاء فيه “في يوم موش نورمال امتطوا القطار دون تذاكر نزلوا في محطة ثم صعدوا في لواج (سيارة أجرة) كانوا عشرة باعتبار السائق، وصلوا إلى قفصة، قاموا بجولة في أزقة المدينة العتيقة لرصد الكفار الأصليين من سياح فلم يجدوا ضالتهم… فذهبوا لاقتفاء آثار الطاغوت وفي طريقهم مرت من أمامهم حشود تلبس اللونين الأصفر والأخضر كانت وجوههم توحي بكونهم من أصول لاتينية ظنوا أنهم مشجعو منتخب البرازيل الكافر والعياذ بالله، أحضروا الرمانات والأحزمة والكلاشينكوف، بسملوا وكبروا حين دوى صوت قوي من وسط الجموع “بطولة وراء بطولة حاروا فينا قوافل قفصة (الفريق المحلي لكرة القدم بمحافظة قفصةالتونسية أين قضى الإهابيون حتفهم) وياو مالا عفصة”. وبحركة لا إرادية انخرطوا جميعا في الضحك إلى أن أخمدت أصواتهم رشاشات الطاغوت الذي لم يجد أي صعوبة في مهاجمتهم من الخلف.،كان صفحة "أفريقية للإعلام" الذي يتابع نشاطات تنظيم “أنصار الشريعة” في تونس الذي بايع تنظيم “الدولة الإسلامية” وأميرها أبوبكر البغدادي، قد نشر تفاصيل الهجوم الإرهابي. وقدم الموقع تحت عنوان “يوم عادي” رواية تفصيلية لسيناريو العملية الإرهابية التي وصفها بأنها “عمليّة بسيطة”، قام بها موحّدان مسلمان مؤمنان ضعيفان، قدّما نفسيهما قربانا في سبيل الله، بتمويل خاصّ..”. كما نشرت أفريقية للإعلام تفاصيل مقتل الدواعش في بيان جاء فيه “ليلة ربيعيّة جميلة، ركبوا سيّارتهم ممتشقين أسلحتهم ومرتدين أحزمتهم”. وعبر هاشتاغ #صليل_الشقوفات، حاول التونسيون كسر الرهبة االداعشية. و“الشقوفات” باللهجة العامية التونسية، تعني القوارير، وهو مصطلح يستخدم خاصة في السجون زمن النظام السابق ويؤكد خبراء أنها تستخدم داخل السجون للتعذيب. ويوظف مدونون تونسيون الأمر للسخرية من مصير الدواعش وما ينتظرهم في السجون التونسية. ويستخدم تنظيم داعش نشيد “صليل الصوارم” كخلفية لعدد كبير من الأشرطة التي ينشرها على المنصات الاجتماعية. عرب خدشوا صورة الرعب التي يريد تنظيم داعش تسويقها بأسلحة فتاكة: السخرية والضحك ويعتمد داعش موسيقى الحماسة هذه لإبهار المشاهدين وإضعاف معنويات الخصوم. وهكذا يأتي “صليل الصوارم” مرادفا للرعب، غير أن هذا تغير في الأسابيع الماضية، وسخر مغردون من لغة الإرهابيين في البيانات. وكان تونسيون عبروا عن تخوفهم من اللغة المستخدمة وقوتها وإمكانية إقناعها المراهقين والضائعين. ويتفنن تنظيم داعش أيضا إضافة إلى البيانات في إخراج مسلسل الدمار اليومي ورفعه على الإنترنت. وقد أكسبت الفظاعات هذا التنظيم المتشدد هالة مرعبة. ولم يمنع هذا ناشطون من خدش الصورة التي يريد داعش رسمها لنفسه. فقد هشموا أسطورة الرعب بأسلحة سلمية لكنها فتاكة أيضا: السخرية والضحك.