في إطار مشاركته في أشغال القمة الثانية لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي المنعقدة بجوهانسبورغ يومي 04 و 05 ديسمبر 2015، ألقى السيد الطيب البكوش وزير الشؤون الخارجية، ظهر اليوم 05 ديسمبر، كلمة باسم سيادة رئيس الجمهورية أمام رؤساء دول وحكومات ووفود البلدان الإفريقية والصين المشاركة، نقل في مستهلها تحيات سيادته وتمنياته بأن تُكلل هذه القمة بالتوفيق والنجاح. كما أكد أهمية انعقاد هذه القمة الثانية وما تمثله من مناسبة لتقييم برامج التعاون بين الصين وبلدان القارة الإفريقية والتباحث حول السبل الكفيلة بتطويره وفق نهج يتأسس على مبادئ التنمية المتضامنة والمنفعة المتبادلة بما يمكّن من إنجاز الشراكة الإستراتيجية وبناء مستقبل أفضل تتحقق فيه التنمية المشتركة وتتعزز فيه دعائم السلم والأمن الدوليين. وأضاف أن تونس تؤكد الأهمية البالغة لعلاقات الشراكة المتضامنة والمتكافئة بين إفريقيا والصين وما تتيحه من فرص للتعاون، في إطار تنفيذ خطة العمل للسنوات 2016 – 2018. كما أشار إلى أن تونس، التي تُقدر عاليا دعم الصين للمجهود الوطني للتنمية والذي تجسم بالخصوص في انخراط عدد من الشركات الصينية في انجاز المشاريع الكبرى، ترغب في تعزيز هذا التعاون ليشمل بالخصوص مجالات تكنولوجيات الاتصالات والاقتصاد الرقمي والسياحة والموارد البشرية والبنية التحتية والطاقة وذلك سواء في إطار التعاون الثنائي أو الثلاثي. واعتبر السيد الوزير أن الأمن والاستقرار في إفريقيا يُعدّ قضية أساسية وشرطا ضروريا لانجاز مشاريع التنمية الاقتصادية. ومن هذا المنطلق شدّد على خطورة التطورات الأخيرة لظاهرة الإرهاب وأدان بشدة العمليات الإرهابية التي استهدفت تونس وعددا من البلدان الإفريقية في الآونة الأخيرة، مما يستدعي اليوم مزيدا من التضامن والتعاون في كافة المستويات الإقليمية والدولية لدحر هذه الآفة العابرة للحدود التي تستهدف أمن واستقرار جميع الدول، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة تستهدف في تونس بالخصوص مسارها الديمقراطي الذي توّج الحوار الوطني برعاية المجتمع المدني مُجسّما في الرباعي الذي حصل على جائزة نوبل للسلام لهذه السنة. أما على الصعيد الدولي، فقد أشار إلى أن التطورات التي يشهدها العالم اليوم تتطلب إضفاء المزيد من الديمقراطية والحوكمة في عمل المؤسسات الدولية من خلال إرساء تمثيل عادل للقارة الإفريقية يعكس مكانتها الحقيقية في العالم ويُؤمّن لها المُساهمة الفاعلة في أجهزة القرار الدولي. و أُعرب السيد الوزير في الختام عن ترحيب تونس بما تضمّنه إعلان جوهانسبورغ الذي يُعبّر عن الالتزام المشترك بتعزيز الشراكة الصينية الإفريقية ومتابعة تنفيذ برنامج العمل للسنوات الثلاث القادمة الذي سوف يعود بالفائدة على سائر الدول الإفريقية ويُعزّز مسار الاندماج والتنمية المستدامة بما يدعم فيها ركائز السلم والأمن والاستقرار. ومن جهة أخرى، التقى السيد الوزير بنظيره الموريتاني وتناول معه واقع العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في كافة المجالات. كما تباحث الوزيران حول التطورات التي تشهدها المنطقة المغاربية لاسيما تفاقم المخاطر الإرهابية وضرورة تضافر الجهود لمواجهتها والتصدي لها.