في هذا اللقاء مع وزير العدل السابق و القيادي بحركة النهضة نور الدين البحيري تحاول الشاهد ، تقييم تجربة الحكم اثر انتخابات 23 اكتوبر ورؤية حركة النهضة لمستقبل البلاد . البحيري تحدث عن اجهاض مشروع إصلاح القضاء ، و رؤية حركة النهضة بخصوص التأسيس للديمقراطية كما اكد محاورنا علي ان تونس تحتاج " لكتلة تاريخية " تحقق الامن والاستقرار مبرزا ان القوي الوطنية تقوم بمحاصرة تنامي التهديدات المتربصة بتونس والثورة معتبرا أن "الربيع الديمقراطي" صنعته الشعوب، وهي لا تيأس حتى وإن طال الطريق أو إعترته الصعوبات. كما تطرق السيد نور الدين البحيري الي الخيارات السياسية لحركة النهضة..و مستقبل تحالفاتها السياسية و الانتخابية بالإضافة الي محاور اخري تكتشفونها تباعا في هذا الحوار . المحور (2): الخيارات السياسية لحركة النهضة حركة النهضة كانت دائما تؤكد على اختيارها لنهج "التوافق" و "التهدئة"..كيف تقيم هذه الخيارات السياسية في علاقة بأهداف الثورة و الانتقال الديمقراطي ؟ حركة النهضة طرف من الأطراف السياسية التي ساعدت في إنجاح انتخابات 23 أكتوبر ، كما ساعدت على خروج البلاد من مرحلة "المؤقت غير المنتخب إلى مرحلة "مؤقت بمؤسسات منتخبه. إذا قيمنا خيارات التوافق و التهدئة و التشاركية من خلال سيرورة المسار الثوري و اهداف الثورة ، يمكن اعتبار خيارات حركة النهضة إيجابية رغم وجود بعض الاخطاء و الكبوات. تقييم الخيارات السياسية للنهضة و الأحزاب يكون بالنظر في الخطوات التي تقدمنا فيها لتحقيق أهداف الثورة وهي الديمقراطية..الحرية..العدالة الاجتماعية و التوازن بين الجهات إضافة إلى حماية الثورة من الانتكاسة و الارتداد في الفترة بين انتخابات 23 أكتوبر و خروج النهضة من الحكم تحقق : – تكريس الديمقراطية في البلاد رغم وجود عديد الأطراف التي ترفض الديمقراطية – مساحة حرية واسعة تمثل إحدى ضمانات بناء الديمقراطية و تحقيق أهم اهداف الثورة وهو مقاومة الاستبداد و مقاومة الإقصاء و الحزب الواحد و الرأي الواحد.. جزء من الرأي العام حتى من قواعد حركة النهضة يعتبر أن أداء الحركة السياسي كان عنوانه الضعف و التردد والارتباك..رأيكم في هذا التقييم ؟ لو كان هذا صحيحا لما استمرت الدولة.و لا يمكن تقييم التجربة إلا من خلال التحديات التي كانت مطروحة.. البلاد كانت تعيش مرحلة انفلات كبيرة جدا..مع تعطل في المؤسسات ، و كانت البلاد مهدّدة بالفوضى و الانهيار مثلما حدث في بعض البلدان المجاورة..إضافة إلى خطر عودة النظام القديم بعد قيام "قوى الرجوع إلى الوراء " بكثير من المحاولات للانقلاب على الثورة. لذلك فان تقييم الأداء السياسي للحركة يكون من خلال حجم التحديات التي كانت موجودة في البلاد..حركة النهضة تقيم تجربتها من خلال : – محافظتها على استمرار الدولة – محافظتها على حماية الديمقراطية ، من خلال وجودها كطرف أساسي في الحكم ، بعد أن كان البعض يقول أن حركة النهضة ستستغل صناديق الاقتراع للانقلاب على الديمقراطية و تكريس دكتاتورية أبشع من السابقة حركة النهضة كانت ، عكس ما يردده بعض الذين يتهمونها بالتردد ، قوية في إنفاذ خياراتها..خيار النهضة لم يكن القمع و التعامل بعنف مع المعارضين ، حتى و إن أخطؤوا ، الخيار كان التأسيس للديمقراطية..و ان كانت حركة النهضة ضعيفة..فهي ضعيفة في ممارسة القمع. كيف تقيم الدور السياسي للاتحاد العام التونسي للشغل..الذي يعتبره البعض حاد عن دوره الاساسي ( النقابي) و أصبح يتصدر المشهد السياسي ؟ و ما رأيك في بعض مظاهر الصراع بينه وبين النهضة ؟ اتحاد الشغل منظمة وطنية عريقة كان لها دور في كل الفترات الصعبة التي مرت بها البلاد..رغم ما يمكن أن يقال في الإتحاد و غيره من الأطراف..إلا انه ساهم في "إنقاذ البلاد" و بناء الدولة ما بعد الثورة المباركة. حركة النهضة ليست معادية للعمل النقابي و لاهي في خلاف مع الإتحاد العام التونسي للشغل..لكن ربما كانت هناك خلافات بين الإتحاد و الحكومات المتعاقبة التي لم تكن النهضة فقط طرفا فيها.. نتمنى أن يبقى اتحاد الشغل تلك المنظمة النقابية الحاضنة لمختلف الآراء و الاتجاهات وان يكون محايدا في الصراعات بين الأحزاب نحن لسنا مع تحزب إتحاد الشغل لكننا نتفهم أن تسيّس بعض المنظمات النقابية و الحقوقية و منظمات المجتمع المدني مرتبط بالتحولات التي تحصل في البلاد . الديمقراطية لا تنجح فقط بتغيير في بعض مؤسسات الدولة..بل تنجح بإعلام قوي و مجتمع مدني قوي يراقب الديمقراطيه و يحميها. مقطع فيديو للمحور الأول من اللقاء الخاص مع وزير العدل السابق و القيادي في حركة النهضة نور الدين البحيري