بعد حالة من المراوحة والتردد والتجاذبات ، وبعد ان كثر الحديث عن الدور الذي سيعهد به السبسي لابنه حافظ ، انتهت الخميس موجة اللغط داخل حزب نداء تونس ورد رئيس الحزب الباجي قائد السبسي على خصوم ابنه بطريقته الخاصة واصدر قراره القاضي بتعيين ابنه حافظ في منصب رئاسة الإدارة المركزية للهياكل والتعبئة ، ويعتبر هذا المنصب غربال النداء ومنصته العليا التي تشرف على الكبيرة والصغيرة ، منهيا بذلك المطلب الذي تقدمت به هيئة التسيير والذي طالبت فيه باقالة حافظ قائد السبسي من مهامه على راس لجنة الهياكل. الباجي و بخطوته هذه يكون قد اعطى الصلاحيات الكاملة التي تخول لابنه هندسة النداء بالطريقة التي يرتئيها ، والأكيد ان السبسي الابن سيسمح بتدفق العناصر التي يمكنه استيعابها دون عناء ، من غير تلك التي تتميز بالعناد وليديها بعض الكبرياء الغير مهشوش . ويشبه الدور والصلاحيات التي حازها حافظ الخميس الى حد بعيد الصلاحيات التي كانت بحوزة جمال مبارك الابن الثاني للمخلوع حسني مبارك. وبعد احكام القبضة على مفاصل الحزب وسد المنافذ والمداخل والمخارج ، لم يعد امام مجموعات اليسار "التجمعي" الا التفكير في الالتحاق بالجبهة الشعبية او الانطلاق في تأسيس حزب آخر تعيد الى الوجوه المنكسرة بعض الامل ، ولعل العديد منهم سيختار الانسحاب المبكر قبل ان تغمره سحائب التهميش التام ، وينتهي الى ما انتهى اليه النصري والقصاص والمزوغي وبن حسين وغيرهم من الذين استسهلوا اللعبة مع مكينة بن علي فحولتهم الى " Déchet ". نصرالدين