لسودة هي منطقة سكنية في ولاية سيدي بوزيد تشهد وتزايد سكنيا (10 ألاف ساكن تقريبا) ونهضة عمرانية مطردين وسريعين جدا بحكم موقعها الإستراتيجي االرابط بين الجنوب (القصرين وقفصة وما بعدهما) والشمال( تونس) والساحل (سوسة وما جاورها). المنطقة تبعد عن سيدي بوزيدالمدينة 8 كلم وهي تجتذب الكثيرين للسكن فيها بحكم طابعها القروي الذي يتوسط الحياة في المدينة والريف وتشجعهم على الاستقرار فيها المنطقة الصناعية التي أنشئت بها والتي سيبدأ فيها أكبر مصنع حليب وياغرت في تونس وشمال إفريقيا في الإنتاج بعد أيام . في نفس المنطقة الصناعية انتصبت سلسلة كبيرة من المداجن لأحد رجال الأعمال بالجهة. هذه المداخن خلقت حالة من الإستياء والتذمر الكبيرين والإحتجاجات المتكررة منذ السنة الفارطة بسبب إفرازها لرائحة الدجاج الكريهة التي تنتشر في الهواء وتعم المنازل وتدخل صدور الكبار والصغار رغما عنهم. ورغم تعهد المالك في الملف الصحي لمشروعه بعدم خروجها من المداجن إلا أن الروائح الكريهة تواصلت ولم تنقطع مما تسبب في صعود المشكلة إلى الواجهة مجددا بعد احتجاج الأهالي وإقدامهم على قطع الطريق الذي يمر عبر المنطقة أكثر من مرة وتوقيف 4 منهم بسبب احتجاجهم على توسعة رجل الأعمال هذا للأراضي التي يقيم عليها مداجنه رغم تعهده بعدم فعل ذلك من قبل وقد تم تنظيم اعتصام حضوري دائم أمام هذه المداجن حتى يوضع حد لهذا الخطر الداهم الذي يقض مضاجع السكان ويفسد عليهم بيئتهم. فهل قدر على الآلاف من أبناء المنطقة أن يتنفسوا هواء ملوثا من أجل أن ينعم واحد فقط بالملايين؟؟ متى ستتحرك الجهات الصحية والبلدية والقانونية المعنية حتى تضع حدا لهذه الإشكال البيئي الذي ما انفك يكبر ويتوسع وينذر بإضرابات قد تطال المؤسسات التعليمية في الجهة؟؟