حققت حركة النهضة تقدما كبيرا في رؤيتها حول الانتخابات الرئاسية المقبلة وكيفية التعامل معها ، النهضة التي كانت تكتفي باستبعاد ترشيح شخصية من داخلها ، وتواتر تاكيدها على قبولها واستحسانها لطرح شخصية توافقية ، قامت خلال اليومين الأخيرين بنقلة نوعية في موقفها ، الذي اعادت ترتيبه وفق التطورات التي شهدتها وتشهدها الساحة. في هذا السياق علم الشاهد من مصادره الخاصة ان الحركة قررت الدفع بحمادي الجبالي كخيار اولي ثم المنصف المرزوقي كخياري ثاني ، في صورة الفصل بين الانتخابات وتقديم الرئاسيات على التشريعيات ، وفي هذه الحالة، يصبح رفض النهضة قطعيا للقبول بشخصية في الرئاسة تدعمها مكينة حزبية قوية مهما كانت مشاربها السياسية والفكرية. ووفق المعلومات التي تحصل عليها الشاهد فانه وفي حال الفصل وتقديم الرئاسيات ، لا خيار لدى النهضة غير ترشيح الجبالي والحشد لذلك وربما اذا اقتضت الظروف توجهت الحركة الى تزكية الرئيس الحالي المنصف المرزوقي. وتذهب قيادات نهضاوية الى ان التخلي عن الانخراط في السباق نحو قرطاج ، كانت اختيار النهضة لامتصاص الاحتقان والدفع بتجربة الانتقال الديمقراطي الى بر الأمان ، وان الإصرار على الفصل مع تقديم الرئاسيات ، يحمل في طياته عقلية احتكارية قد تهدد سياسة التوافق والشراكة التي عملت النهضة على ارسائها وكانت تامل في تواصلها. خلاصة المعلومات التي حصل عليها الشاهد ، تفيد بانه وفي صورة تم إقرار التزامن فان النهضة لن تدخل الانتخابات الرئاسية ، وستحاول جهدها الحشد للشخصية التي تنال رضا أوسع ما يمكن من الطبقة السياسية وشرائح المجتمع ، اما في حال إقرار الفصل فان مصلحة البلاد تقتضي حينها ، الجنوح الى انتخابات تقليدية تتنافس فيها الأحزاب ، باشكال قانونية ونزيهة وشفافة ، وستدخل النهضة بثقلها على الجبهة الرئاسية كما الجبهة التشريعية . نصرالدين السويلمي