استعادت السياحة الصحراوية في تونس أنفاسها تزامنا مع الاحتفالات براس السنة الميلادية في كل من ولاية قبلي وتطاوين وتوزر ، و تكمن اهمية السياحة الصحراوية في كونها نشاط قادر على توفير آلاف فرص العمل لسكان الجنوب الغربي فضلا عن دورها الديمغرافي في ضمان تعمير المناطق الصحراوية. وقالت وزارة الوحدات السياحية بولاية قبليجنوبتونس إن أكثر من 6 ألاف سائح قضوا ليلة رأس السنة الميلادية بالجهة سواء بالوحدات الفندقية أو بالمخيمات الصحراوية. وتمثل رحلات "السفاري" عبر الكثبان الرملية والمهرجانات الثقافية القائمة على العادات الصحراوية من صيد بري للغزلان وسباقات الإبل، أبرز عناصر الترويج التي تعوّل عليها شركات السياحة لجلب الوافدين، وفق محمد علي التومي رئيس جامعة وكالات السفر. وقال التومي في حديث صحفي إن في الصحراء مواطن قوة وجلب للسياح يجب استغلالها على مدار العام، لافتا إلى أن تطوير محطات الاستشفاء بالمياه المعدنية التقليدية في محافظاتتوزر وقابس، قادر على جلب السياح على امتداد السنة. واعتبر محمد الصايم المندوب الجهوي للسياحة بقبلي في تصريحات لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أن "الميزة التي غلبت على السياح الوافدين وخاصة التونسيين منهم، تنظمهم في شكل رحلات منسقة من قبل وكالات الأسفار، وهو ما سهل استقبالهم لوجستيا بالوحدات السياحية"، وأشار إلى "وجود عدد كبير من السياح القادمين من الصين والفيليبين بالمخيمات، والعودة الملحوظة للأسواق الأوروبية التقليدية على غرار السوق الألمانية والفرنسية". وأشار ضو الرجيلي مدير إحدى الوحدات السياحية عن تفاؤله بالموسم السياحي الحالي، ذلك أن "كافة المؤشرات المسجلة تؤكد بداية الانتعاشة في القطاع وعودة عديد الأسواق التقليدية المعروفة"، مضيفا أن قضاء ليلة رأس السنة في المخيمات الصحراوية أصبح تقليدا لدى العديد من السياح التونسيين والأجانب. ويحتل السائح التونسي المرتبة الأولى يليه الروسي في المرتبة الثانية حسب تصريح مندوب جهوي للسياحة بقبلي محمد صايم كما لفت الصايم إلى وجود حركية كبيرة على مستوى الحجوزات وخاصة الحجز عن طريق وكالات الأسفار. ومكن النشاط السياحي بالنسبة للأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري، من تحقيق عائدات بقيمة 1.913 مليار دينار (797 مليون دولار)، مسجلا زيادة 22% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وفيما يتعلق بالتوافد السياحي، فقد استقبلت تونس خلال نفس الفترة 4.684 ملايين سائح منهم 1.146 مليون أوروبي و1.565 مليون جزائري. وتسعى تونس من خلال استراتيجية جديدة لدعم السياحة لاستقطاب 10 ملايين سائح سنوياً بحلول عام 2020.