لم يكشف الاجتماع الذي جمع الاثنين كلّا من السعودية الإماراتالبحرين ومصر ،المعروف تحالفهم باسم "رباعي الحصار" سوى عن استمرار حالة التنمر والتربص ضد قطر ، غير مبالين بالتهديد المستمر للأمن القومي العربي والخليجي. وحسب البيانات الصحفية الصادرة عن حكومات تلك الدول، فإن الرباعي ناقش عددا من القضايا تخص الأمن القومي العربي من منظور تلك العواصم، وكأن فكرة الأمن القومي لا تأت إلا من خلال محور الحصار. وكان وزراء خارجية الدول الأربع المقاطعة لقطر (السعودية والإماراتوالبحرين ومصر)، قد اجتمعوا أمس الاثنين 22 جانفي 2018، في العاصمة السعودية الرياض. وقالت وكالة الأنباء البحرينية إن الاجتماع جاء "ضمن التشاور المستمر بين الدول الأربع حول أزمة قطر، والتنسيق المتواصل حيالها". وأضافت أن الاجتماع "استعرض آخر تطورات الأزمة الخليجية، والتأكيد على مواصلة التنسيق المشترك والتضامن الوثيق بين الدول الأربع، حفاظا على الأمن القومي العربي، وصونا للسلم والأمن الإقليمي والدولي، وتعزيزا للجهود الرامية للقضاء على الإرهاب بكل صوره وأشكاله والتصدي لكل من يدعمه أو يموله". كما تم خلال الاجتماع المنعقد على هامش اجتماع دول التحالف لدعم الشرعية باليمن، بالرياض، "التباحث حول عدد من قضايا المنطقة ذات الاهتمام المشترك"، وفق المصدر نفسه. وبثت الوكالة صورة للاجتماع ظهر فيها وزراء خارجية كل من السعودية عادل الجبير، والبحرين خالد بن أحمد آل خليفة ، والإمارات عبد الله بن زايد آل نهيان، ومصر سامح شكري. من جهته، قال أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية في بيان، إن "وزراء الخارجية استعرضوا خلال الاجتماع الممارسات الاستفزازية الأخيرة لقطر، والتي تستهدف تقويض مصالح الدول الأربع وأمنها القومي، حيث أكدوا تضامنهم الكامل مع بعضهم البعض وتمسكهم بالمطالب ال 13 التي تم طرحها من قبل على الجانب القطري لضمان إقامة علاقة طبيعية معه". وأضاف أن الوزراء الأربعة ناقشوا أيضا عددا من القضايا المرتبطة بالأمن القومي العربي، حيث أكدوا على تكاتفهم في مواجهة محاولات التدخل في شؤون الدول العربية من خارج الإقليم العربي، أو التواجد في المنطقة بشكل يهدد مصالح أي من الدول الأربع، كما أكدوا على استمرار تضامنهم وتنسيق مواقفهم حمايةً للأمن القومي العربي في مواجهة التهديدات والمخاطر المتزايدة. واللافت في هذا الاجتماع هو إصرار دول الحصار على المطالب ال13، وكأنهم خارج إطار الزمن الذي تجاوز تلك المطالب بعد تفعيل قطر لتحالفاتها الاقليمية والدولية. وقد وصفت الصحيفة الأمريكية "واشنطن بوست" ذلك بأن " هذا الإصرار يؤكد حالة التنمر والتربص بقطر. وأوضحت الصحيفة أن إصرار تلك الدول على تنفيذ كافة المطالب التي قدمتها سابقا، يدل على رغبتها في تعقيد الأزمة أكثر من وضعها الحالي، منوهة إلى أن حديثها عن القبول بالوساطة والحوار ليس جادا على الإطلاق. وشددت الصحيفة الأمريكية على أن حل الأزمة الراهنة غير ممكن في ظل استمرار النوايا العدوانية المبيتة تجاه قطر. وقالت واشنطن بوست: إن التصعيد من قبل دول الحصار يعد مؤشرا على غياب نواياها لحل الأزمة، وضمان استقرار منظومة مجلس التعاون الخليجي التي باتت في مهب الريح، منوهة إلى أن الأزمة ربما تشهد مزيدا من التصعيد بعد انسداد الأفق وهذه الإجراءات من المحتمل أن تعقد إمكانية التوصل لأية حلول مستقبلية. وأكدت الصحيفة أن قطر تعرضت خلال الأشهر الثمانية الماضية لحملة تحريض تقوم على افتراءات وصلت للفبركة الكاملة، ما يدل على نوايا مبيتة للإضرار بها، مشيرة إلى أن قطر عضو فاعل في مجلس التعاون الخليجي وملتزمة بميثاقه، وتحترم سيادة الدول الأخرى ولا تتدخل في شؤونها الداخلية كما تقوم بواجباتها في محاربة الإرهاب والتطرف. وتشهد منطقة الخليج أسوأ أزمة في تاريخها، بدأت في 5 جوان الماضي، حين قطعت كل من السعودية والإماراتوالبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، ثم فرضت عليها "إجراءات عقابية" بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة.