يذهب بعض الفاعلين في الشأن إلى تغطية فشلهم و عجزهم في إدارة البلاد عبر تحميل مسؤولية فشلهم للأحزاب التي سبقتهم في الحكم و بالتحديد "أحزاب الترويكا" و بالرغم من أن نداء تونس نجح في انتخابات 2014 و التي مكنته من إدارة الشأن السياسي في البلاد لمدة اربع سنوات باعتباره الحزب الذي يضم اكبر تلية نيابية الا انه الى حد اليوم يلقي اللوم على "أحزاب الترويكا " و كأنه يستعمل الامر كشمّاعة لتغطية فشله في إدارة شؤون البلاد. و قال الناطق باسم حزب نداء تونس المنجي الحرباوي ان الحزب أنقذ البلاد من هاوية كبيرة وأضاف المنجي الحرباوي في حوار على قناة التاسعة الترويكا هي سبب الأزمة الحالية بسبب مردودها الكارثي طيلة 3 سنوات من الحكم متابعا ماجبناش الأزمة معانا وأكد المنجي الحرباوي ان الائتلاف الحاكم يحاول الخروج من الأزمة الحالية. ويسعى حزب نداء تونس منذ فترة إلى تسويق الصورة «العادية» للحزب عسى ان ينجح ذلك في تغطية جزء من الحقيقة الصادمة التي ان كُشفت ستكشف مفارقة كبيرة بين ما يتمّ التسويق له وبين الحقيقة المرة . و شهد حزب نداء تونس منذ فوزه في الانتخابات البرلمانية والرئاسية لسنة 2014، عدة نزاعات داخلية فضلا عن العديد من الاستقالات في صفوف مديريه التنفيذيين و لا يزال هذا الحزب يعيش على وقع الصراعات مخلفا وراءه ازمة من نوع ثاني عُرفت بأزمة الشقوق . و من المتوقع ان تؤثر الازمات التي يعيشها النداء على أداءها في المعترك الانتخابي ، خاصة و ان جلّ المراقبين للشأن العام في البلاد أقرّوا بفشل الحزب في الحفاظ على الثقة التي منحها إياه التونسيين وهو ما تُترجمه استطلاعات الرأي التي عكست تراجع هذا الحزب ترتيبيّا . و يرى مراقبون إن الصورة الحقيقية أو الصورة القريبة من الواقع تكمن في أن حزب نداء تونس، وبقطع النظر عن التفاصيل، هو حزب فشل فشلا ذريعا في امتحان الحكم وفقد ثقة الناس سواء من انتخبه أو من فكّر في انه كان يمثل البديل لحكم الترويكا. لكن المصيبة أن فشل هذا الحزب لن يقف تأثيره السلبي على الندائيين أو على من كانوا ندائيين وإنما على الحياة السياسية في البلاد ككل والخطير في العملية أن ممارسات القيادات الحزبية وكل أطراف الصراع لم تتسبب في فقدان الثقة في قدرة الحزب الذي كان قد حاز على أغلبية الأصوات في الانتخابات التشريعية الأخيرة على تحمل المسؤولية فحسب وإنما في التأكيد على أن تحقيق الاستقرار السياسي أصبح بعيد المنال وأننا ربما أمام خيارات جديدة غير محمودة العواقب وقد لا تهدد فقط الاستقرار السياسي وإنما كذلك و انّما على الحياة السياسية في البلاد ككلّ . و يذهب المحللون في الشأن العام إلى اعتبار ان نداء تونس غرق في نداءات الحرب على الاستحواذ على مواقع القرار داخله وفضل تقديم الاهتمام بمشاكله الداخلية التي لا تعني الكثير من التونسيين على الاهتمام بمشاكل التونسيين التي ما انفكت تتعقد في ظل استخفاف بأمانة الحكم حتى استفحلت في غالبية التونسيين حالة إحباط من أداء الأحزاب ومن مدى جديتها في تحسس خطورة الأوضاع العامة.