بدأت الانشقاقات والاستقالات تعصف بنداء تونس، منذ استقرّ الباجي رئيسا للجمهوريّة، فبدأت مطامع الاستحواذ على النّداء وحرب الزّعامة، الى أن تمّ تعيين السبسي الابن مديرا تنفيذيا للنداء مقابل خروج منافسيه من الحزب والانشقاق عنه وتكوين أحزاب أخرى، كمشروع تونس. بلغ الصراع داخل نداء تونس حدّ التعنيف الجسدي، في حاثة ال'هروات' الشهيرة، واعتبر رضاء بالحاج ومحسن مرزوق المنشقين عن الحزب أنّ السبسي الابن دكتاتور وأنّه يمثل خطرا على الحزب والبلاد، رغم تلك الهجمة والانشقاقات لم يخرج حافظ من الحزب. ثمّ، دخل السبسي الابن حربا وصداما مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد، ابن حزبه، حول صلاحيات الحزب على رئيس الحكومة. نتيجة الصراع أفرزت تصدّعا في المشهد السياسي وتغييرا في الخارطة الجيوسياسية في البرلمان والبلاد. عاصفة الاستقالات من نداء تونس، لم تتشتت هذه المرّة، فقد استطاع الشاهد كسب ثقتهم للانظمام الى كتلته الائتلاف الوطني. فتراجعت كتلة النداء من الاولى الى الثّالثة مع امكانيّة الذوبان أكثر. رغم انتقادات الكثيرين لسياسات السبسي الابن الخاطئة، وعدم تقديره للموقف ولإمكانيات الحزب، ولواقع البلاد، الا أنّه لا يبدو مهتما برأي الآخرين ونصائحهم له. بعد اجتماع كتلة النداء الأسبوع الماضي، برئاسة سفيان طوبال، رئيس الكتلة البرلمانية، والاتفاق على الذهاب نحو مؤتمر انتخابي، لانتخاب قيادة جديدة للحزب، خرج السبسي الابن عن صمته، ليعلن أنّه متمسّك بالبقاء في ماتبقى من النّداء، وأنّه لن يُخرجه من “حزبه” لا الجيش ولا الدبابات…