كثيرا ما توجّه انتقادات لاتحاد الشغل بسبب خلطه بين العمل النقابي والعمل السياسي وغيره من الأنشطة الأخرى وهو ما يعتبره البعض تجاوزا لمهامه ودوره الاجتماعي ولكن الاتحاد دائما ما يصر على ان دوره يتجاوز ذلك ويؤكّد على أهمية مكانته في إرساء التوازنات داخل الدولة. اتحاد الشغل تحوّل هذه المرّة إلى جهة شبه قضائية عندما التقى الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي مساء أمس بمكتبه وفدا عن لجنة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي واستمع الى وجهة نظر المحامين الذين قدموا له المؤيدات الجديدة حول الملف. وأكد الأمين العام للاتحاد أهمية الكشف عن خفايا الملف مجددا موقف الاتحاد الداعي للكشف عن كل الحقيقة في ملف الشهيدين. اتحاد الشغل رغم أهميته التاريخية والجماهيرية والاجتماعية في البلاد إلاّ أن هذا لا يجعله يتحوّل إلى جهة تستقبل ملفات القضايا التي ينظر فيها القضاء خاصة وأنّه مطالب أن يبقى على نفس المسافة بين جميع الأطراف وهذه القضية دخلت في إطار التجاذب السياسي وأي موقف من المركزية النقابية -ما لم يصدر قرار قضائي حاسم- سيعتبر انحيازا لطرف دون آخر. وتوجه انتقادات شديدة ولاذعة لاتحاد الشغل بسبب التدخّل في الوضع السياسي وفرض نفسه كطرف سياسي لا اجتماعي والتدخّل حتى في الخيارات الحكومية وفي تعيين الوزراء وورد هذا بصريح العبارة عندما توجّه احد القياديين في الاتحاد إلى وزير العدل الحالي قائلا “إن الاتحاد هو من عينك”.