المعركة الحقيقيّة داخل نداء تونس، ليست اقناع المكوّنات السياسيّة الأخرى بعودة الحزب إلى عافيّته، بل اقناع قيادات الحزب وهياكله وقواعده بأنّ النّداء مازالت له القدرة على مواصلة السّير نحو استحقاق انتخابي أكبر حجما من الانتخابات البلديّة التي خيّبت نتائجها آماله. ولإن لم يجمع النّدائيّون على قرار من قبل فإنّ اجماعهم اليوم تشكّل وتمّ التّصريح به والاعلان عنه، اجماع حول تسبّب السّبسي الابن في الأزمة المتواصلة والمتفاقمة. هذا وقد دعا المحامي ووزير أملاك الدولة والشؤون العقارية السابق حاتم العشي رئيس الهيئة السياسية لحركة نداء تونس، حافظ قائد السبسي إلى ترك مكانه في الحزب لوجوه جديدة قد يفرزها مؤتمر الحزب الذي سينتظم خلال شهر جانفي المقبل، وفق تعبيره. وأضاف العشي أن حافظ قائد السبسي يجب أن يكون واعيا بذلك لاسيّما وأنّه ليست لديه حظوظ في أن يكون زعيما لحزب نداء تونس في يوم من الأيام، وذلك إستنادا الى نتائج سبر الآراء، وفق قوله. و تابع العشي في تصريح لموزاييك “مادامو على راس الحزب هذا ما يشجعش الناس تنضم للحزب، يلزم يخلي مكانو لناس ترجع شعبية الحزب و تحقق التوازن السياسي”، وقال ‘حزب نداء تونس كالباتيندة اللّي تلم النّاس الكل..المواطن التّونسي ما يعرف كان النداء و النهضة، اللي يحب ينجح في الانتخابات يلزم يدخل للنداء لكن في شكل جديد'. ويجدر بالذّكر أنّ حركة مشروع تونس برئاسة محسن مرزوق، وضع شرطا أساسيّا ومصيريّا للتّحالف مع نداء تونس والذّهاب نحو امكانيّة اندماج الحزبين، حيث اشترط مشروع تونس، أن يتخلّى السبسي الابن عن منصب الادارة التنفيذية للحزب، واعتبرته المتسبّب في عاصفة الاستقالات وأزمة انشقاق مؤسّسي النّداء، وعدم موافقة السبسي الابن على التّخلي عن منصبه وسياسياته التي كانت سببا في أزمة الحزب، أنهى مشروع تونس المشاورات. واعتبر حسونة النّاصفي، القيادي عن مشروع تونس، أنّ المشاورات مع نداء تونس وصلت إلى طريق مسدود، بعد شهرين ونصف من المشاورات، التي لم تحقّق شيء ممّا تمّ الاتّفاق حوله. وأضاف الناصفي أنّ حركة مشروع تونس، تعمل جاهدة على تجميع القوى الديمقراطية، في البرلمان لتمرير مشاريع القوانين واستكمال بناء الهيئات الدستوريّة. وأكّد الناصفي أنّ التوافق بين الكتلتي الحرّة والنّداء مستمرّ ولن يُتراجع عنه، خاصّة ماتمّ الاتّفاق حوله في البيان الموحّد. أيضا يجب التّذكير، برفض وزراء النّداء في حكومة الشّاهد، حضور اجتماع دعاهم إليه السّبسي الابن، فبعد ماروّجه الحزب عن التزام وزراءه في حكومة الشاهد، بالانسحاب والاستقالة متى طلب منهم الحزب، رفضوا مساء أمس حضور اجتماع دعا له السبسي الابن. الخروج عن خط الانضباط الحزبي الذي روّج له السبسي الابن، يحمل في طياته رسالة مفادها أن أعضاء حكومة الشاهد المنتمين لنداء تونس، خيّروا التمسّك بمسار الحكومة واستقرارها على فرضية الفوضى التي تفرضها التجاذبات داخل حزبهم النّداء.