قال السجين السياسي رشاد جعيدان في جلسة الاستماع إلى شهادته حول الانتهاكات التي تعرّض لها سابقا والتي جرت من قبل الدائرة المختصّة في العدالة الانتقالية بالمحكمة الابتدائيّة بتونس الخميس 6 ديسمبر ، إنه شاهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي "يضرب الطلبة بالبونيّة في المركّب الجامعي بتونس" مؤكدا أن "أساليب التعذيب كانت خسيسة"، وفق ما نشرته جريدة "الصباح" . وقد حضر جلسة الاستماع 4 متهمين بحالة سراح وهو علي السرياطي وعز الدين جنيّح ومتهمون آخرون وقد خيّروا البقاء في "خلوة" والاستماع إلى شهادة جعيدان "من وراء الستار" أو بالأحرى حاجز خشبي يحجبهم عن "شاكيهم" فيما تغيّب عبد الله القلاّل وعماد العجمي و3 متهمين آخرين عن جلسة المحاكمة. وأفاد جعيدان أنه تم إيقافه يوم 29 جويلية 1993 في حدود الساعة الثانية فجرا بعد 10 أيام من عودته من فرنسا حيث كان يعُد لنيل شهادة الدكتوراه في الرياضيات، وعاد إلى تونس لحضور حفل زفاف شقيقته، وتم إيقافه في منزله من قبل مدير أمن الدولة حينها عز الدين جنيّح و5 أعوان أمن بالزي المدني وتم نقله إلى "دهاليز" وزارة الداخليّة، وانطلقت رحلة تعذيبه. وقال جعيدان “عديت 17 ساعة رهيبة جدّا في وزارة الداخليّة دقدقوني". وبعد التعذيب داخل وزارة الداخليّة انطلقت رحلة التعذيب داخل السجون. وأكد جعيدان أن أحد الشاذين جنسيًا تحرّش به داخل السجن. شهادات مروّعة أدلى بها الأستاذ الجامعي و الطالب السابق في كليّة العلوم بتونس ( 1988 – 1984 ) : رشاد جعيدان حول ظروف اعتقاله يوم 29 جويلية 1993 و الطريقة الهمجيّة التي استعملها الجلادون معه خلال التحقيق حيث استعملوا معه مختلف وسائل التعذيب : الدجاجة المصليّة ، الفَلقة ، الصعق الكهربائي ، الإغراق ، إطفاء السجائر في مختلف أنحاء الجسم ، إستهداف الأماكن الحسّاسة بالضرب بعصا … و كلّ هذه الأساليب تمّ استعمالها معه لإجباره على الاعتراف بمسرحيّة " التآمر على أمن الدولة الداخلي " … وقد جاءت شهادات رشاد جعيدان أثناء الجلسة الثانية التي عقدتها الدائرة المتخصّصة في العدالة الانتقالية بالمحكمة الابتدائية بتونس اليوم الخميس 6 ديسمبر 2018 …سلّط القضاء الفاسد الذي كان يأتمر بأوامر البوليس السياسي حكما قاسيا على رشاد جعيدان بِ 26 سنة سجنا قضّى منها 13 سنة في مختلف السجون التونسية التي كانت أشبه بالمعتقلات الحربيّة و غادر السجن يوم 25 فيفري 2006 و لم يُسمَح له خلال فترة سجنه بحضور جنازة والده رحمه الله … و قد تعرّض رشاد جعيدان إلى تعذيب وحشي تسبّب له في أضرار بدنية فادحة لا زالت آثارها بادية إلى الآن … Publiée par Nejib Mrad sur Jeudi 6 décembre 2018