قال المخرج سامي النصري في تصريح ل”الشاهد” إنّ مسرحية “قادمون” هي محصلة تجربة في البحث والاختبار انطلقت سنة 2016 بالبحث إلى حدود نهاية 2017 وكان العرض الأول في 2018 في الحمامات ثم الكاف. وأضاف النصري أنّ هذا العمل المسرحي يتحدث عن فكرة “الزنج” للكاتب عز الدين مدني وإخراج سامي النصري وهو قراءة للحدث في تونس ومحاولة لتتبع هذه التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدعوة لاستكمال مسار الثورة والتغيير. وأكّد أنّ مسرحية “القادمون” تتحدث عن ثورة الجنوب ومتابعة مسار الثورة وثورة الحقوق وكيف يمكن أن تستعيد الدولة مكانتها مبيّنا أن العمل حمل العديد من المجازفات خاصة فيما تتعلق من الخوف من مستقبل ما. وأفاد النصري أنّ العمل مراوحة بين الشعر والكتابة الجسدية والملحمية وما بين كتابة السخرية وهي مهمة للإضحاك والتواصل مع الجمهور وهو يدخل في إطار هذا المسرح المقاوم والجاد الذي يطرح بدائل جديدة لمسرح مختلف. وأضاف أنّ هذا المسرح الذي له اكثر من 100 سنة في تونس بدأ كمقاوم ضد الاستعمار واستمر في زمن بناء الدولة الوطنية وحتى سنوات الاستبداد كان حاضرا بامتياز . وفي تقييمه للمشهد المسرحي في تونس،قال النصري إن هو مشهد مرتبط بتغيرات كبرى تهم الفنون بصفة عامة موضحا أنّ هنالك مسارح في تونس الآن هنالك، مسرح مازال يحاول أنّ يحافظ على هذه التركيبات الاجتماعية والثقافية وأن يبحث في مخزون البلد ويبحث عن قضاياه. وفي المقابل،اكّد النصري أنّ “هنالك مسرح آخر للأسف يعتبر شهادة على التفاهة وعمق سيطرة الاستهلاكي والتسويقي وسيطرة التلفزات التي تصدم المتفرج وتبني هذه الفرجة التي تقوم على أساس استسهال المادة الفكرية والتي همشت الفنون”. وفي ما يخصّ مشاريعه المستقبلية،قال النصري: الآن نشتغل على قانون مركز الفنون الدرامية والركحية وذلك في إطار مهمتنا في وزارة الثقافة حيث نسعى إلى بعث مركز وطني للفنون الدرامية يجمع هذه المراكز للفنون الدرامية ويسعى إلى بعث مراكز أخرى في الجهات وتدعيم هذا المسرح التي تدعمه الدولة في الجهات. وختم النصري كلامه بتعليق حول خروج ممثل سوري عار عن الركح حيث قال:”نحن نقدّر المسألة الإبداعية وضد تسييس المسرح ولكننا لسنا من دعاة مسرح العري ونحن ننزه مسرحنا وإبداعنا.. والمسألة لا يجب أن تأخذ حيزا كبيرا لأننا نعرف ما علينا وما ضدّنا”. ومسرحية “القادمون” نصّ “ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﺰﻧﺞ” ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻋﺰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﺪﻧﻲ ﺍﻫﺘﻢ ﺍﻟﺘﻤﺸﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﻣﻲ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﺑﺈﺑﺮﺍﺯ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻟﺰﻧﺠﻴﺔ ﺃﻭ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﻌﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ، ﺣﻴﺚ ﺗﻄﺮﺡ ﺛﻮﺭﺓ “ﺍﻟﺰﻧﻮﺝ” ﻛﺤﺪﺙ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ ﻭﺳﻴﺎﺳﻲ, ﻭ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻯ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﻭﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ﻣﻌﻪ.