أكد الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الثانوي التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل مرشد ادريس في تصريح لموقع الشاهد أن الجامعة ماضية في مقاطعة امتحانات الثلاثي الثاني وأن وزارة الإشراف لم تبد أي تجاوب مع المطالب المقترحة. وقد عبّر رضا الزهروني رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ عن تخوّفه من سعي بعض الأطراف إلى حشر التلاميذ في هذا النزاع والدفع بهم إلى مقاطعة الدراسة معبّرا عن رفضه القاطع لمثل هذه الممارسات التي من شأنها أن تزيد الأمر تعقيدا. واشار الزهروني في تصريح ل”الشاهد” إلى أن الأساتذة قاطعوا الامتحانات مع مواصلة التدريس بصفة طبيعية وأنهم قدّموا مهلة للدولة لإيجاد حل للملف داعيا الأولياء الى الحرص على ابقاء أطفالهم على مقاعد الدراسة لكي يكونوا جاهزين للامتحانات في صورة التوصّل الى حل وتجنّب تعقيد الأمور والوقوع في اشكالية التدارك. واعتبر رئيس الجمعيّة أن سيناريو التعليم في تونس أصبح محيّر وفرضية السنة البيضاء ارهقت الأولياء والتلاميذ لما لها من نتائج كارثية مؤكدا أن الجمعية تعتبر أن هذه الوضعية مهينة بكل معاني الكلمة وأنها تثني التلاميذ عن التركيز في مشروعهم الدراسي وأن السنة البيضاء تعني الوصول لثورة اجتماعية. وتوجّه رضا الزهروني برسالة مفتوحة لرئيس الجمهورية قال فيها “أين أنت ولماذا لم تتدخل لحل الملف ولمذا هذا السكوت رغم وعيك بان المدرسة من عناصر المشروع البورقيبي.. وانت تدعو بانتمائك له.. لماذا لم تتدخل بوزنك وثقلك لحل الازمة”. كما تسائل عن سبب صمت رئاسة الحكومة رغم وعيها بأن سياسة التعليم العمومي كارثية، وعن صمت البرلمان الذي لم يعر أهميّة لهذا الملف وفق تعبيره، واعتبر أن هذا الصمت ازاء ملف بهذا الثقل يعزى الى أن أطفالهم غير معنيين بالمدرسة العمومية وجدوا ضالتهم في الدروس الخصوصية والتعليم الخاص. كما عبّر عن حرقة الأولياء الذين يشاهدون في مستقبل أبنائهم يدمّر وآداء المدرسة العمومية يتراجع رغم انفاقهم لمبالغ كبيرة على الدروس الخصوصية ثم يتم التراهن بالتلاميذ. وأشار الى أن الوضعيّة تتكرّر وأن ذلك من شأنه أن يضرّ بالمستقبل المعرفي للاجيال الحالية والمستقبلية ومستقبل البلاد الاجتماعي. واعتبر رضا الزهروني أن الاطراف التي تقوم بحشر التلاميذ في كل الملفات والنزعات وتستعملهم كورقة ضغط ثم تدّعي الدفاع عن المدرسة العمومية ساهمت في تدني المستوى التعليمي واجبرت العائلات على اللجوء للدروس الخصوصيّة لتدارك عدم الاستقرار الذي تسببت فيه المدرسة العموميّة بصفة متواصلة ومتواترة. كما اعتبر أن هذه الأطراف ساهمت دون دراية منها في تنفير المجتمع من المدرسة ومساعدة الاستراتيجيات التي تهدف لخوصصة التعليم.