قال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي إن اتحاد الشغل منظمة اجتماعية جامعة لها تأثير في السياسة وللسياسة تأثير فيها ولها بعد وطني.. ولذلك قاد الحوار الوطني وكان حوارا سياسيا وهذه خصوصية تونسية، وفق تعبير الغنوشي. ورد ذلك في حوار مفتوح لرئيس حركة النهضة أثناء ندوة “مسار الثورة بعد حصيلة ثمان سنوات “رؤية واستشراف”، التي نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية، اليوم السبت 12 جانفي 2018 وفي ما يخص تدخل اتحاد الشغل في السياسة، قال الغنوشي: “اتحاد الشغل لم يتدخّل لصالح أي حزب في أي انتخابات عاشتها البلاد بعد الثورة ولا قدّم قائمات منافسة ونتوقع أن يواصل اتحاد الشغل هذه السياسية التي تدعم الديمقراطية التونسية”. وأكّد الغنوشي أن حركة النهضة واتحاد الشغل لا يمكن أن يصطدما لأنّهما يشتركان في نفس القاعدة الاجتماعية، وفق تعبيره. وتابع قائلا: “صحيح أن النهضة حزب وطني والاتحاد منظمة وطنية ولكن قاعدتنا الاجتماعية هي نفسها في حي التضامن والمنيهلة ودوار هيشر ولاكانيا والكبارية وغيرها.. ونحن لنا قاعدة في الأحياء المترفة ولكن بأعداد قليلة”. وصف الغنوشي اتحاد الشغل بالجيش الذي لا ينقلب على السلطة، مشدّدا على ضرورة أن يجمع هذا “الجيش” التونسيين ولا يفرقهم. كما أشار إلى أنّ الاتحاد منظمة وطنية تتعامل مع الواقع المحلي والدولي وليس في قطيعة مع صندوق النقد الدولي لأن كل الذين يزورون تونس يزورون اتحاد الشغل. وأكّد الغنوشي أن المفاوضات بين الاتحاد والحكومة مستمرّة حتى الوصول إلى توافقات وأنّه ليس هنالك قطيعة بينهما وأحيانا ليس هنالك فارق بين ما تعرضه الحكومة وما يطلبه الاتحاد. وحول الوضع الاجتماعي، أفاد المتحدث بأن هنالك معطيات صلبة يصعب تغييرها ولا يمكن لحزب واحد أن يتجاوزها، “وهذا يحتاج إلى توافق اقتصادي واجتماعي وطني مثل التوافق السياسي الذي نجحت فيه الطبقة السياسية”، حسب الغنوشي الذي أكّد أنّ هذا التوافق يجب أن يرتكز على حوار وطني اجتماعي للتوافق حول عديد الخيارات التي عليها إجماع ولكن تحتاج إلى كتلة وطنية قوية تتوافق عليها. وشدد الغنوشي على أنّه يجب أن يكون للاقتصاد بعدا اجتماعيا لأن هدف الاقتصاد توفير العيش الكريم لأوسع قطاع من المواطنين وهذا يقتضي ان يكون الاقتصاد اجتماعيا، مبيّنا أن حركة النهضة تتبنى الاقتصاد الاجتماعي برؤية اجتماعية وليس برؤية رأسمالية حيث يكون تحقيق الربح هو الهدف الأكبر. وحول مدى مسؤولية حزبه عن الوضع الحالي للبلاد، قال الغنوشي إنّ الحكومة الحالية لا تقودها حركة النهضة بل يقودها حزب نداء تونس الذي اعتبر نفسه خرج من السلطة بينما أغلب الوزراء ينتمون إلى النداء، مؤكّدا أن حركة النهضة لها عدد قليل في الحكومة وبالتالي تأثيرها قليل، على قدر عدد وزرائها. وأضاف أن الحركة تعتبر مسؤولة مع بقية الأطراف عن المنتوج الحكومي وهنالك صعوبات وتعمل على تجاوزها لأنّه تم تغيير الحكومة في عديد المناسبات ولكن السياسات لم تتغير