رغم مرور عدّة أشهر على انتشار فيروس خطير بمشاتل الفلفل والطماطم ساهم في تضرّر مئات الفلاحين بولاية سيدي بوزيد إلا أن الفلاحين ينتظرون أن تنصفهم وزارة الفلاحة، التي انحازت إلى منبت الشمال ببنزرت، حسب اتحاد الفلاحة والصيد البحري وهو ما زاد من احتقان داخل الفلاحين. وتعود المسألة إلى انتشار فيروس خطير بملايين مشاتل الفلفل والطماطم ببعض معتمديات سيدي بوزيد حيث تبين أنها لا تنمو نموا طبيعيا ويبدأ شكلها شيئا فشيئا يتغير مع اصفرارها وصولا إلى موتها، وقد خلفت هذه الظاهرة حالة من الحيرة والفزع في صفوف الفلاحين فبعد قيامهم بكافة عمليات المداواة منذ الفترة الاولى التي يتغير فيها شكل الغراسات ولونها إلا أن هذه العمليات لم تجد نفعا. وقد توجه عدد من الفلاحين المتضررين إلى المندوبية الجهوية للفلاحة والصيد البحري بسيدي بوزيد التي قامت بتحليل عينات من المشاتل في أحد المخابر، ليتبين أنها بالفعل حاملة لفيروسات تقضي على النبتة بشكل نهائي. كما اتصل هؤلاء الفلاحون بعدّة جهات أخرى على غرار الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، والنقابة التونسية للفلاحين واتحاد نقابة الزراعات بجهة سيدي بوزيد، وقد عاين المسؤولون بهذه الهياكل بعض الخسائر التي تكبدها الفلاحون، والتي تبلغ قيمتها، بصفة مبدئية، أكثر من 500 ألف دينار. وبعد ضغط من اتحاد الفلاحين وبعض الهياكل الأخرى، قررت وزارة الفلاحة القيام بتحقيق حول الإشكال خاصة وأنّ كل المشاتل تم استقدامها من منبت الشمال ببنزرت غير أن التحقيق لم تصدر نتائجه للعموم وحمّل كاتب عام جامعة الخضروات رشيد رواق وزارة الفلاحة المسؤولية فيما حصل مؤكّدا أن الوزارة تساهلت مع هذا الموضوع ولم تقم بدورها في مراقبة المشاتل والبذور في تونس. وأضاف رواق في تصريح لموقع “الشاهد” أن تقرير وزارة الفلاحة اعتبر أن هذا الفيروس متأت من الأرض وليس من المشاتل مؤكّدا أن المعاينة التي حصلت على مختلف المشاكل بيّنت أنّها تعاني كلها من نفس الفيروس. وقال رواق أنّ التحليل اعتمد على 3 عينات منها مشاتل عمرها يوم وأخرى مر عليها أسبوع وثالثة 15 يوما، وهذا ما يعني أنّ هذه المشاتل مصابة من المصدر وهو منبت الشمال ببنزرت. وأفاد أن وزارة الفلاحة أرسلت خبراء بصفة متأخّرة جدا وبعد ضغط من عديد الهياكل منها اتحاد الفلاحين وتبيّن أن مشاتل الطماطم والفلفل قد انتهت واختفت وهو ما خلق استياء كبير لدى الفلاحين خاصة أنّ ثلثهم قد تضررّ من هذا الفيروس وتم اتلاف منتوجاتهم. وانتقد رواق عمل مصالح مراقبة البذور والمشاتل بوزارة الفلاحة مؤّكدا ان هنالك تهديد حقيقي للبذور والمشاتل في تونس وقد يكون سبب الفيروس استيراد للبذور. وأكّد وراق وجود عديد الزراعات التي تضررت في السنوات الأخيرة جراء غياب المراقبة الحدودية مثل الزيتون والتمر وأخيرا هنالك تسرّب لبكتيريا الدلاع والبطيخ. من جهتها، اعتبرت المهندسة لمياء النصري، رئيسة مصلحة باتحاد الفلاحين مكلفة بالإنتاج النباتي، في تصريح لموقع “الشاهد” أن وزارة الفلاحة كانت الخصم والحكم في هذه المسألة حيث أخطأت من خلال مؤسسة تابعة لها ثمّ حمّلت المسؤولية للفلاح واعتبرت في تقريرها أن الفيروس مصدره الأرض وليس منبت الشمال ببنزرت. وأكّدت توجه بعض الفلاحين للقضاء للدفاع على مصالحهم بعدما خيبت املهم وزارة الفلاحة مؤكّدة انه لا يوجد أمل كبير في أن يتوصلوا لحلّ خاصة أن القضاء سيعتمد على تقرير الوزارة تجدر الإشارة إلى أنّ اتحاد الفلاحين قد دفع نحو التحقيق في ملف بيع منبت الشمال اكثر من 5 ملايين شتلة فلفل وطماطم مصابة لفلاحين من ولاية سيدي بوزيد. وطالب الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري وزارة الفلاحة بفتح تحقيق في ملف بيع شركة “منبت الشمال ببنزرت” اكثر من 5 ملايين ونصف شتلة فلفل وطماطم لاكثر500 فلاح بولاية سيدي بوزيد ثبت اصابتها بمرض فيروسي ادي الى اتلاف الكميات. واوضح الاتحاد، في بيان اصدرته الجامعة الوطنية للخضروات والبيوت المحمية التابعة له ان منبت الشمال باع فلاحين بمعتمديات الرقاب والمكناسي والمزونة مليون شتلة فلفل و4 ملايين ونصف مليون شتلة طماطم) مصابة كبدت الفلاحين خسائر فادحة.