يوافق اليوم 16 أفريل 2019 الذكرى الواحدة والثلاثون لاغتيال القيادي البارز في حركة فتح خليل الوزير أبو جهاد على الأراضي التونسية في 16 أفريل 1988 في تجاوز صارخ للسيادة الوطنية وللمعاهدات الدولية من قبل المخابرات الصهيونية التي اغتالت ابا جهاد في سيدي بوسعيد. وأبو جهاد هو قائد فلسطيني بارز ولد في عام 1935 في بلدة الرملة الفلسطينية التي غادرها إلى غزة إثر حرب عام 1948، درس في جامعة الإسكندرية، ثم انتقل إلى السعودية، ومنها توجه إلى الكويت التي كانت محطة فارقة في حياته، فهناك تعرف على ياسر عرفات “أبي عمار” وساهم معه في عام 1963 في إعلان تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” ثم ترأس مكتبها في الجزائر ثم في سافر إلى دمشق وكلف بتوجيه الخلايا الفدائية داخل فلسطينالمحتلة التي باتت نواة لمقاتلين شاركوا في حرب 67. أدار العمليات داخل الأراضي وكان له الدور البارز في تطوير القدرات العسكرية للمقاتلين الفلسطينيين وكذلك في قيادة معارك بيروت في عام 1982 خلال الغزو الصهيوني للبنان ثم لعب دورا محوريا في انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية الأولى في عام 1987، ومن هنا جاءت العبارة التي اشتهر بها: “أول الرصاص.. أول الحجارة”. اغتيل أبو جهاد بعد ذلك في تونس حيث كانت تقيم القيادة الفلسطينية بعد خروجها من لبنان لتبقى حادثة الاغتيال غامضة، رغم ثبوت مسؤولية الصهاينة في الاغتيال، لكن بقيت العملية غامضة خاصة في ظلّ حديث البعض عن إمكانية وجود أياد محلّية خفية وراء عملية الاغتيال التي كانت على بعد 1500 متر من القصر الرئاسي آنذاك. وعلى الرغم من مرور أكثر من ثلاثين سنة على اغتيال أبي جهاد فإنّ الحقيقة لا تبدو كاملة خاصة أن عدد الأسئلة بقيت دون جواب. ورغم اعتراف الكيان الصهيوني بالعملية، إلاّ ان عديد المؤشرات كانت تدلّ على وجود أياد داخلية ساهمت في الاغتيال ومنها أنه تم قطع كل الخطوط الهاتفية ليلة الحادثة في الحي الذي يسكنه الشهيد أبو جهاد، ثم إنّ الأمن التونسي قام بتمشيط المنطقة حيث تم إفراغها وتم سحب الشرطي المكلف بحراسة أحد منازل المسؤولين التونسيين المواجه لمنزل أبي جهاد عشية الحادثة. وفي 4 جويلية 1997 أكّدت صحيفة معاريف الإسرائيلية أنّ المخابرات الصهيونية تدربت على منزل في إسرائيل مشابه لمنزل أبو جهاد وهو ما قدّ يؤكّد أنّ المخابرات الإسرائيلية قد تحصلت على للمخطط الهندسي لمنزل خليل الوزير، كما ذكرت تلك الجريدة أن العديد من رجال الشرطة التونسية والموظفين السامين التونسيين تواطؤوا في القيام بهذه المهمة. وكان قائد وحدة الكومندوس الإسرائيلي ناحوم ليف الذي أقرّ لصحيفة يديعوت احرنوت باغتياله لأبي جهاد حيث قال حرفيا “نعم نعم أنا الذي أطلقت النار على أبي جهاد” دون أي تردد وبذلك تأكد أن ناحوم ليف هو الذي ترأس فرقة الاغتيال في تونس. وبحسب ما صرح به الضابط ناحوم ليف قبل مصرعه في حادث سير عام 2000 للصحفي المختص في شؤون التجسس رونين بيرجمان، فقد كان أول الواصلين إلى الفيلا التي كان يعيش فيها خليل الوزير في العاصمة التونسية مع عنصر آخر من الوحدة، وقام بقتل الحارس الأول الذي كان يوجد خارج الفيلا ومن ثم أعطى الإشارة لباقي أفراد المجموعة التقدم واقتحام الفيلا، حيث قتل الحارس الثاني في الطابق الأول من الفيلا ومن ثم صعد أفراد الوحدة إلى الطابق الثاني الذي كان يوجد فيه خليل الوزير، الذي كان وقتها يعتبر الرجل الثاني في حركة فتح وفي منظمة التحرير الفلسطينية بعد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات