مشاعر، النوبة، المايسترو، القضية 460، أولاد مفيدة، شورب، وغيرها من المسلسلات التي شغلت الرأي العام في الفترة الأخيرة، حيث تراوحت الآراء بين مرحب ومنتقد لهذه الأعمال. وأيّا كانت الآراء والمواقف فقد اتفق الجميع على أن المحتوى المُقدّم سنة 2019 على مستوى الطفرة والتنوع لا يُشبه أبدًا ما سبقه، فيما يتحدث آخرون عن ربيع الدراما التونسية بعد اكتشاف مخرجين وممثلين صنعوا الحدث هذه السنة. وأمكن للمخرج التركي محمد جوك إظهار تونس في أبهى حلّة من خلال تحفته الفنية مسلسل “مشاعر”، فيما اشتغل صاحب قناة الحوار التونسي سامي الفهري على الحبكة الدرامية واللقطات القوية ما جعل مسلسله “أولاد مفيدة” يتصدر نسبة المشاهدة في اليوتيوب، أما مجدي السميري فقد أخرج مسلسلا ينافس بجودته منتجات هوليوود رغم الإمكانيات المادية المحدودة. أما بالنسبة إلى عبد الحميد بوشناق نجل المطرب القدير لطفي بوشناق فقد كان اكتشاف هذا العام بعد أن دخل لقلوب التونسيين بفيلم دشرة ليتبعه بمسلسل “النوبة” الذي نال إعجاب معظم المشاهدين. وبالنسبة إلى مسلسل المايسترو، فقد أعاد نسبة من الثقة للإعلام العمومي الذي غاب عن الساحة الدرامية في السنوات الأخيرة. كلّ ما سبق ذكره مؤشرات ايجابية تبشّر بما هو خير للدراما التونسية، التي تخطو خطوات إيجابية نحو سوق الدراما العربية بعد الحديث عن دبلجة مسلسل مشاعر إلى اللهجة الشامية ليتمّ تصديره للقنوات الأجنبية، في حدث يشكل نقلة نوعية في تاريخ الدراما التونسية. وقبل بثه في رمضان، اقترحت شبكة نتفليكس العالمية على قناة التاسعة مبلغ 18 مليون دينار تونسي، وذلك لشراء حقوق بث مسلسل “القضية 460” للمخرج مجدي السميري. وتقول تقارير صحفية إن رغبة نتفليكس في شراء حقوق بث المسلسل كانت تعود إلى ضخامته كعمل درامي، علاوة على جودة الصورة التي كانت عليها المشاهد المكونة للمسلسل التونسي. ومهما اختلف المتابعون واشتدت الانتقادات حدة، إلا أنّ أغلب التونسيين يتفقون على أن تونس تعيش ثورتها الدرامية وهي امتداد لا يتجزّأ من ثورة كان لها وقع طيّب على مناخ الحريات في تونس، الحريات التي خلقت إبداعا فنيا سيكون له كلمة لا تقل شأنا عن كلمة السوريين والمصريين في الدراما العربية.