منذ الثورة إلى اليوم، حاولت أحزابُ التجمّع العودة للساحة السياسية مدجّجة بأحزابها وقواعدها لاستعادة الدولة التي يعتبرونها ملكا شرعيّا لهم، فلم تتوان أحزابُ التجمّع المُرسلكة لحظة واحدة عن استخدام كلّ الفرص المتاحة لتقويض الثورة و التجربة الدّيمقراطية في تونس وإخراجها من بُعدها الرّمزي إمّا عبر التصريحات المستفزة أو عبر حملات الشّيطنة والتأليب والشّحن ونشر المُغالطات، ما جعل هذه الأحزاب تلاقي رفضا شعبيا عادة ما يتمثل في عدم استقبال اجتماعات هذه الأحزاب وطرد أهم الرموز التجمعية من المناطق التي يزورنها في إطار الحملات الدعائية على غرار رئيسة الحزب الدستوري الحرّ عبير موسى. ورفع أهالي مدينة القيروان أمس السبت 8 جوان شعار ديغاج في وجه الأمينة العامة للحزب الحر الدستوري عبير موسي. و قبل ذلك، طُردت عبير موسي من اجتماع شعبي عقده حزبها بمعتمدية كسرى بولاية سليانة، كما تمّ طردها من ولاية القصرين في شهر افريل الماضي. كما تداول روّاد موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك أواخر شهر مارس الماضي، فيديو يظهر فيه محتجون تجمهروا أمام نزلٍ بسيدي بوزيد عقدت فيه عبير موسى اجتماعا بحزبها. وطلب المحتجون من قوات الأمن إخراج موسي رافعين شعار “يسقط حزب الدستور يسقط جلاد الشعب” ثم خرّبوا عجلات سيارات الوفد المرافق لها وقد تعرّض موكبها قبل ذلك إلى الرّشق بالحجارة والبيض. و عبّر المحتجون عن رفضهم لأي نشاط لعبير موسى بسيدي بوزيد اعتبارا منهم ” بأن موسي رمز من رموز النظام السابق وان حضورها الى المنطقة يعد وفق تعبيرهم إهانة لنضالات وتضحيات اهالي سيدي بوزيد الذين كانوا سببا في رحيل نظام بن علي”. يذكر أن عبير موسي أدت مؤخّرا زيارة الى ولاية القيروان حيث تحولت إلى معتمدية بوحجلة و منها إلى معتمدية حاجب العيون.