كشفت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية تفاصيل عن طابع العلاقات الخاصة والتعاون الاستخباري والأمني العميق بين “إسرائيل” وإمارة أبوظبي في الإمارات. ولفت معلّق الشؤون الاستخبارية في الصحيفة، يوسي ميلمان، إلى أنّ هذه العلاقات تتعاظم بسبب طابع المصالح المشتركة التي تربط الطرفين.
وأشار ميلمان في التقرير الذي نشر أمس السبت، إلى أن أبوظبي تطور علاقتها ب”إسرائيل” كإمارة وبشكل مستقل وليس بوصفها ممثلة لدولة “الإمارات”، مبيناً أن هذه العلاقة تقوم أيضاً على عقد صفقات سلاح، حيث تبيع تل أبيب للإمارة عتاداً استخبارياً.
كما أكد أنّ العداء لجماعة “الإخوان المسلمين” دفع محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، إلى بناء تحالف مع كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
من أجل تحقيق هذه المصالح الخاصة بالإمارة، ظل بن زايد يعمل على مدى عقدين من الزمن على عملية شراء مكثفة للأسلحة والمعدات الدفاعية، والتي تبلغ قيمتها مئات المليارات من الدولارات، معظمها من الولاياتالمتحدة، وعلى هذه الخلفية تطورت علاقاته مع “إسرائيل”.
وأشار إلى أن تجمع الصناعات العسكرية وشركة “إلبيت” للمنظومات المسلحة يرتبطان بعلاقة وثيقة بأبوظبي، مبيناً أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يرتبط بعلاقات خاصة ببن زايد، يسمح ل”إسرائيل” ببيع تقنيات عسكرية تعتمد على التكنولوجيا الأمريكيةلأبوظبي.
وأوضح أن شركة السايبر الإسرائيلية “NSO”، التي تتخذ من مدينة “هرتسليا”، شمال تل أبيب، مقراً لها باعت أبوظبي برنامج “بيغاسوس”، الذي يتيح لمخابرات الإمارة اختراق الهواتف الشخصية لمن تعتبرهم معارضين للنظام والحصول على معلومات منها.
وأكد أن الشركات الإسرائيلية تقوم بتزويد أبوظبي بتقنيات التجسس التي تسمح بمراقبة المعارضين، مع إدراك تل أبيب أن الإمارة تعمد إلى المس بحقوق الإنسان بشكل كبير.
وحسب “معاريف”، فإن أبوظبي تشتري منتوجات شركة “فيرنت” الإسرائيلية المتخصصة في إنتاج العتاد الاستخباري، لا سيما تقنيات التنصت.
وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات السرية بين أبوظبي و”إسرائيل” توثقت قبل 15 عاماً، مشيرة إلى أن “المؤسستين الأمنية والاستخبارية في تل أبيب حرصتا على إحاطة هذه العلاقات بالكتمان الشديد”.
وبينت أن رجل الأعمال الإسرائيلي متاي كوخافي هو الذي أسهم في تدشين العلاقات بين أبوظبي وتل أبيب، ذاكرة أنه تفاخر في محاضرة ألقاها أخيراً في سنغافورة بدوره في تطوير هذه العلاقات.