وصلت نتائج الدورة الاولى من الانتخابات النيابية والبلدية التي اجريت امس السبت في موريتانيا، بالتقسيط اليوم الاحد الى مقر اللجنة الانتخابية التي لم يكن في وسعها ان ترسم صورة واضحة عن اتجاهاتها. وقال مسؤول في اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة في نواكشوط ان النتائج النهائية "لن تعرف على الارجح الا اواسط الاسبوع". وذكر التلفزيون الرسمي ان النتائج التي صدرت لبعض المكاتب تؤكد تقدما كبيرا لثلاثة من احزاب المعارضة شاركت في الانتخابات، هي تواصل (اسلامي) والائتلاف الشعبي التقدمي والوئام. وأظهرت النتائج الأولية للانتخابات تنافساً كبيراً بين حزب الاتحاد الحاكم وحزب تواصل الإسلامي (إخوان موريتانيا)، فبينما استطاع حزب الاتحاد حسم بعض الدوائر لصالحه بفارق مريح، عانى في الكثير من الدوائر وواجه منافسة شرسة من قبل حزب تواصل الذي حارب بقوة في مقاطعات تعد معاقل تقليدية للحزب الحاكم. وعلى مستوى العاصمة نواكشوط، التي عرفت تنافساً حاداً بين الحزبين تشير نتائج التصويت إلى احتمال اللجوء إلى الدور الثاني، حيث ما زالت النتائج متضاربة بين المكاتب، فبينما تقدم حزب تواصل بفارق مريح في بلديات عرفات وتوجنين وتيارت، صعد حزب الاتحاد في مكاتب أخرى، وظهرت منافسة حزب التحالف الشعبي بقوة في بلديات الرياض والميناء، لكن النتائج لم تحسم لصالحه، مما يؤكد احتمال الذهاب إلى دور ثانٍ في أغلب مقاطعات العاصمة. وتشكل نتيجة الاسلاميين في حزب تواصل الذي حصل على ترخيص في 2007 وشارك لأول مرة في الانتخابات، احد ابرز رهانات انتخابات السبت. يذكر أن المنافسة تنحصر في الأحزاب التي أعلنت دعمها لولد عبد العزيز، الذي وصل إلى السلطة في انقلاب عسكري عام 2008، باستثناء حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين. ويجري التصويت لانتخاب 146 نائبا في الجمعية الوطنية الغرفة الأولى في البرلمان الموريتاني، بالإضافة إلى انتخاب عمداء وأعضاء مجالس البلديات في 218 بلدية في عموم تراب البلاد. وتشارك الجامعة العربية بالإضافة إلى الاتحاد الإفريقي في مراقبة هذه الانتخابات، في حين رفض الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة الاشراف على عملية الاقتراع بعد مقاطعة المعارضة لها.