الشاهد /مقالات رأي مهما كانت مآلات مفاوضات الربع الساعة الأخير بين حكومة القصبة و حكومة ساحة محمد علي فلن تدفعنى نتائج ذلك الحراك إلى تغيير مواقفى من كلا الحكومتين / أما حكومة القصبة فقد إتضح يقينا أنّها أبعد من أن تكون حكومة ثورة وذلك بعد أن أرادت أو أريد لها أن تصبح المضلة السياسية و التنفيذية لدولة الأعماق و بعد أن قبلت بهذا الدور تفعيلا لأركان عقيدة التوافق المغشوش مع لصوص الثروة و الثورة فلا عجب و الحال تلك أن تصبح حكومة بلا طعم وبلا رائحة مذبذبة بين أكثر من تصريح وأكثر من خيار و أكثر من برنامج ولن نحتفظ لها بعد طول أشهر المخاض إلا ببرنامج واحد رمادى اللون عديم الرائحة لا يقدر على تحقيق أهداف الثورة ولا يقدر على معادة أعدائها و الحسم معهم فلاهى إنحازت إلى الثوار و نالت رضاهم و لاهى ضمنت هدنة مع دولة الأعماق توفر لها حد أدنى من الإستقرار و عدم الإرباك رغم التنازلات و المكاسب التى حققوها فى ظلها { الإفلات من العقاب و الحصول على تأشيرة لنداء تونس } لأنهم لمسوا فيها قابلية للإبتزاز شجعتهم على طلب المزيد وهكذا أصبحت فاقدة لرضى كل الأطراف لأنها إختارت ترضية كل الأطراف فسقطت ضحية لمكيافيلية مقيتة فى زمن إنتصار القيم و المعنى . أما حكومة ” ساحة محمد علي ” الناطقة الرسمية بإسم الذراع النقابية للثورة المضادة فليست إلا مجمّعا بشرىا يقوم على وظيفة لملمة شمل كل المتضررين من ثورة شعبنا وتأطير حراكهم الإنقلابى بالإضافة إلى رعاية زواج المتعة بين عصابات اليسار و عصابات التجمّع الغير المنحل من أجل تحقيق هدف واحد وحيد و أوحد الإلتفاف على شرعية الصناديق تمهيدا لتمكين الثورة المضادة من أدوات الحكم للعودة إلى السلطة للممارستها بشكل علنيا و بدون وسائط ولا حاجب و إستئناف إرهاب كتائب السابع من نوفمبر بعد إستعمال بعض المساحيق المتطورة جدا و المستوردة من مصانع الأجهزة السرية لجهات المحيط الإقليمى و الدولى لإخفاء الوجه الدموى للدكتاتورية و خداع الجماهير . حتى لو تعذّر رؤية هلال الإضراب العام وتم تعليقه أو إلغائه فلن يصب ذلك لا فى خانة إنجازات حكومة الأيادى المرتعشة ولا فى خانة الذراع النقابية للثورة المضادة برئاسة حسين العباّسى فكلاهما يتصارعان على تحصين مغانم السلطة وتحسين شروط التفاوض حول إستحقاقاتها و ليس على توسيع و تحصين مغانم الثورة وتحسين شروط فرضها على دولة الأعماق وعلى أعدائها و المتربصين بها . ستبقى ثورتنا ثورة مغدورة سقطت ضحية لنخبة الحكم و المعارضة و ستبقى تعانى من اليتم حتى تعود الهيبة للشارع الضامن الوحيد فى فرض هيبتها على كل المغامرين و المتآمرين و المسمسرين بدماء الشهداء و فى إنتظار ذلك ننتظر حتى يتعمم المشهد الصفاقسى على كل ربوع الوطن عندها ستتقدم العمائم الطاهرة الجموع مؤذنة أن القضية عادت إلى أصحابها فعودوا يا أنتم يا أصحاب الأيادى المرتعشة إلى بيوتكم وراجعوا أنفسكم علّكم تتعلمون أن الحق الذى لا تسنده القوة يطمع فيه السفهاء و يتآمر عليه الجبناء وتدوسه أحذية العملاء / مع تحيات أخيكم رافع