أصدرت حركة النهضة مساء اليوم الجمعة 29 نوفمبر بيانا ممضى من طرف رئيسها الشيخ راشد الغنوشي عبرت فيه عن اعتزازها بسقف الحرية الذي تحقق للتونسيين ، على ان يكون بالأشكال السلمية والمدنية في إشارة مارافق التحركات الاحتجاجية ليوم الأربعاء الماضي من اعتداءات على مقرات السيادة ، ورجال الأمن والمقرات الحزبية ، كما ثمنت ماأقرته الحكومة من مشاريع لفائدة بعض الجهات الداخلية ودعتها لتوسيع الإجراءات التنموية التي وصفتها بالثورية لبقية الجهات ونددت ضمنيا بالتوظيف السياسي لأحداث الاحتجاج التي اعتمدت تأجيج النعرات الجهوية . كما ثمن البيان ماوصفه بضبط النفس الذي تحلى بهم مناضلو الحركة إزاء ماحدث من اعتداءات على مقراتها في عدة جهات ( وأحصت أكثر من 20 اعتداء منذ شهر فيفري 2013 ) ، وتوعدت بمقاضاة مرتكبي الاعتداءات الإجرامية . وأشاد البيان ب"الروح الوطنية العالية " التي تحلت بها كتلتها في المجلس الوطني التأسيسي بالتراجع عن التعديلات التي شملت القانون الداخلي للمجلس ، ودعا للتسريع في إنجاز كل المسارات التأسيسية والحكومية لوضع البلاد في سكة الاستعداد للانتخابات ، ودعا في خاتمته إلى إحياء شهر الثورة بمزيد من التوافق لإنجاح الثورة التي وصفها ب "فاتحة ثورات الربيع العربي " وفي مايلي نص البيان : بسم الله الرحمن الرحيم ————————————————- شهدت الأربعاء 27 نوفمبر 2013 عدة مدن تونسية مظاهرات احتجاجية للمطالبة بحقّها في التنمية على خلفية ما أعلنته الحكومة من إجراءات لفائدة بعض الولايات بتاريخ 21/11/2013 ويهمّ حركة النهضة بهذه المناسبة أن تؤكد على : .1 اعتزازها بما تحقق لكل التونسيين من حرية في التعبير عن آرائهم واحترامها لممارسة هذا الحق في إطار التمسّك بالوسائل والأشكال السلمية المدنية بما يحفظ المكاسب والممتلكات والأرواح، ويرسّخ الحرية قيمة عليا في حياتنا. .2 تثمينها للمشاريع التنموية المعلن عنها في عدد من الجهات الداخلية أخيرا إذ ترى فيها خطوة مهمّة على طريق الاستجابة لمطالب الثورة الاجتماعية والتفاتة لتونس الأعماق ولجهات ظلت لعقود تعاني التهميش والخصاصة. والحركة إذ تتفهم الجهات التي عبّرت عن انشغالاتها بالتظاهر للمطالبة بحقوقها في التنمية، فهي تدعو الحكومة إلى توسيع الإجراءات الثورية التنموية لبقية الجهات حسب ما تتحمّله الظروف والأوضاع الاقتصادية. .3 خطورة توظيف المطالب المشروعة في التنافس السياسي، من خلال تأجيج العامل الجهوي بما يمثّل خطرا على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، ويهدّد مسارنا الانتقالي الهش. .4 والحركة إذ تحيّي كل مناضليها على ما تحلّوا به من شجاعة وإحساس بالمسؤولية وضبط للنّفس في مواجهة الاستهداف الممنهج للمقرات (أكثر من عشرين مقرّا منذ فيفري الماضي، آخرها ما تعرّض له المكتب الجهوي بقفصة من نهب وتخريب إجراميين) فإنها تحتفظ لنفسها بحق مقاضاة كلّ من اعتدى على مقراتها، وتحمّل المسؤولية السياسية لكلّ من ساهم في ذلك بالتواطؤ أو التحريض، وتدعو كلّ القوى السياسية والاجتماعية والمدنية إلى إعلان مواقف واضحة وصريحة مندّدة بالإضرار بالممتلكات العامّة أو الحزبية أو الخاصّة، وتجنّب الانحراف بالنضالات السلمية إلى منزلقات التخريب والفوضى. .5 إن حالة التململ الشعبي تتطلب من كلّ القوى السياسية بذل كلّ الجهود لتعزيز مناخ الثقة، وتوفير الضمانات المتبادلة من أجل إنجاح الحوار الوطني. وإذ تحيّي حركة النهضة نواب المجلس الوطني التأسيسي على ما تحلّوا به من روح وطنية عالية في جلسة الأربعاء 27/11/2013 من أجل توفير أفضل الظروف ونزع التعلاّت والذرائع التي يمكن أن تعرقل مسار استكمال بنائنا الديمقراطي. وإذ تحيي كتلتها التأسيسية على ما تحلت به من صبر على محاولات الاستفزاز والاستدراج للمناكفة، ومن حرص على تغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية ، فإنها تهيب بالجميع التسريع في انجاز كلّ المسارات التأسيسية والانتخابية والحكومية لوضع البلاد على سكّة الاستعداد لانتخابات حرّة ونزيهة وشفافة يشارك فيها الجميع وتفضي إلى مؤسسات قارّة ومستقرة تستكمل تحقيق أهداف ثورتنا المجيدة ولتوفير أنسب الظروف للتصدّي الجماعي للتحديات الاقتصادية والاجتماعية وللمخاطر الأمنية… .6 أهمية أن تتكاثف جهود كل التونسيين من أجل أن تكون الذكرى الثالثة لشهر الثورة (17ديسمبر/14جانفي) احتفاء بمزيد ترسيخ التوافق والوئام والتفاؤل لإنجاح فاتحة ثورات الربيع العربي. عن حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي