العباسي أعطى فرصة أخيرة..العباسي سيعلن ..العباسي سيقرر ..الأمر يعود الى العباسي ..العباسي يترأس الجلسة ..العباسي سيعلن عن رئيس الحكومة ..العباسي بيده مصير تونس ..العباسي يحذر الترويكا ..العباسي يتوعد النهضة …..العباسي ..العباسي ..العباسي حسم أمره واصدر قراره الأخير وأعلن يوم السبت 14 ديسمبر على الساعة منتصف النهار كآخر أجل لقبول النهضة بمرشح الجبهة الشعبية شوقي الطبيب . يا ترى هل هذا هو العباسي الذي كان يتحذلق ويكوي بدلته ويعدل ثوبه ويتعطر ويحلق ذقنه استعدادا للاصطفاف امام ركب المخلوع زين العابدين بن علي ، هل هذا الذي يخرب اليوم ثورة شعبنا هو نفسه ذاك الذي شكل بعض ديكور دولة السابع من نوفمبر ، هل هذا هو ربيب حجر عبد السلام جراد حدائق قرطاج ، جراد المناشدة , جراد الوفاء لصانع التغيير.. كل المؤشرات تفيد بان الترويكا الحاكمة وخاصة النهضة والتكتل بصدد إبادة العملية السياسية وزرع مفاهيم دخيلة على مدونة الديمقراطية ، فالمرونة مع القوى المتمردة ومحاولة تجنيب البلاد شرها لا يعني اعتمادها بدل إرادة الشعب وتنصيبها مكان العملية الديمقراطية وتثبيتها وصية على الشرعية تصنع بها ما تشاء ، تأدبها ، تسبها ، تهددها وتتوعدها .. من صنوف العبث ان نرى رئيس الجمهورية ورئيس الحزب الحاكم ورئيس المجلس التاسيسي ورئيس الوزراء وهم يسلون ايديهم من شؤون الدولة ويسندونها للسيد العباسي بتعلة خوفهم على تونس من بطشه ، على هؤلاء أن يقلبوا صفحات التاريخ ليعلموا أن جميع التنازلات التي قدمها أصحاب الحق لقطاع الطرق والقراصنة كانت عواقبها مدمرة لأنهم ومن فرط وسوستهم اشتروا فوضة عابرة بفوضة دائمة وتجنبوا الخسائر الطفيفة التي تنجر على بسط سيادة القانون ليقعوا في الخسائر الكارثية حين مكنوا القراصنة من رقبة الدولة. عرفنا في ما مضى من التجارب السياسية شرعية الانتخاب ، شرعية النضال ، شرعية القوة ، ثم ها نحن امام شرعية العربدة ، بفضل 40 ألف إضراب ومليارات الدينارات من الخسائر ، بفضل مئات المنشآت التي أحرقت وخربت وبفضل المصانع التي أغلقت وسرحت عمالتها ، بفضل رؤوس الأموال التي اختارت المغرب وحتى الجزائر عن بلادنا ، بفضل كل هذه الانجازات تم تكريم العباسي وأعطوه صلاحيات الإمبراطور او القيصر او السلطان ، العباسي أصبح بفضل تهشيم الاقتصاد الوطني كسرى تونس ، ونظرا لإسهاماته الجليلة في إخماد الثورة وإعادة التجمع وعرقلة التنمية فان الترويكا وعلى رأسها حركة النهضة قررت تكريم السيد حسين العباسي وتنصيبه هرقل تونس ، لا يستمده قوته وشرعيته من القانون والمرجعية الشعبية وانما يستمدها من هرقليته المباركة ، انقلب بورقيبو على الباي فجاء الجنرال وانقلب على بورقيبة حتى اذا استلذ الطغيان جاءت الثورة فاقتلعته ، فقدمت الترويكا بقيادة النهضة وبعد ان دبرت وقدرت وضربت أخماسها في أسداسها قررت اعادة الوضع الى ما قبل 25 جويلية 1957 ونصبت السيد حسين العباسي 66عام "باي" جديد لتونس. نصر الدين السويلمي